جديد الفيديو
المتواجدون الآن
| 09-24-1431 01:49 AM حفظ الأسرار لا هتك الأستار(1) الخطبة الأولى
أما بعد:
فكم في البيوت من أسرار، وكم في أروقة المحاكم ودور الشرطة من حوادث وأخبار، وكم في المجالس من أحاديث وأسمار، لو نشر ذلك لظهرت عورات الناس، وانكشفت سوءات الخلق، ولكننا أمرنا بالستر والحفظ، لا بالنشر والهتك.
عباد الله، حفظ الأسرار خُلة عظيمة، وخِصلة جليلة، إنها آية من آي الشرف والعقل، وسمةٌ من سماتِ المروءة والنُبل، أجمع على مدحِ صاحبها العقلاء، وتباري في مضمارها النبلاء.
فما سبق منهم إلا الأخيار الفضلاء، ولقد شحت هذه الفضيلة بين الأنام، وندرت على مر الأيام وكرّ الأعوام، وهاأنت ترى المجالس حافلة، لكنهم كإبل مئة لا تجد فيها راحلة، قد يسعى الإنسان ويبذل جهده، ليستودع عند أمين سرَّه، فلا يجد بغيته، ولا يُحَصِّلَ مُنْيَته، إلا بعد جهدٍ وتعب، ومشقةٍ ونصب، - أيها النبلاء الفضلاء – ألا يتذكر أحدُنا أنه أراد يوماً أن يُسِرّ بقضيةٍ تخصه، وحادثةٍ تعنيه، إلى أمينٍ حافظ، فلم يجد مراده بين كل أصدقائه، وأهله وأحبابه، رغم كثرتهم وتنوع مشاربهم.
إننا نسمع أحيانا من أهل المآسي والأحزان من يقول: لقد كتمت مأساتي عشراتِ السنين، لأنني لم أجد مَنْ أستأمنه ولا من أثق به.
معاشر الفضلاء، إفشاء الأسرار ظاهرة بينة، وهي خلة سيئة، إذ بعضنا لا يستطيع الكتمان، وإن زعم أن السر عنده في أمان، حتى إن منا مَنْ يقول: لا أستريح ولا يهدأ لي بال حتى أبوح بالسر، وأنشر ا لخبر، وهذا وأمثاله، الصبر عنده على حرِّ الجمر؛ أيسر منه على كتمان السر، وهذا خللٌ خطير في الإنسان، لابد أن يتداركه، لأن من تعود إذاعة الأسرار، سيكون بوقاً لكل الأخبار، وسيحدِّثُ بكل ما يسمع، وسيقول ما يضرُ ولا ينفع، وليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع" [رواه مسلم].
معاشر الفضلاء هناك حوادث وأخبار، ومغيَّبات وأسرار، في حياتنا لابد فيها من طي الكتمان، والحذرٍ من أن يُبدد حجابها اللسان، أسرار في بيوتنا، وفي أعمالنا، وفي مجالسنا.
عجيبٌ أمر بعض الناس ما في قلبه على لسانه، لا يكتم سراً، ولا يحفظ خبراً، كل ما يرد عليه معلوم لكل الناس، وما يحدث له من خير أو شر منشور أمام الملأ، يعرِّض نفسه للعين والحسد، ويتيح للحاقدين الخوض في الأعراض والجسد، تأمَّل - رعاك الله - وصية يعقوب عليه السلام لولده يوسف بعدما قصَّ عليه تلك الرؤيا العظيمة التي فيها بيان لعلو منزلته، ورفعةِ مكانتِه، ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾[يوسف: 5]، فما كل خبر لابد أن يعلمه الناس، ولا كل حدث لابد أن يطلع عليه الخلق، بل كما قال صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود" [رواه البيهقي في الشعب، وهو في صحيح الجامع (943)].
ولابد أن تدرك – أيها الفاضل – أن حفظ الأسرار له منافع عظيمة، ومميزات جليلة، منها: القدرة على تحقيق الأهداف والوصول للغايات، يقول أبو مسلم صاحب الدولة:
أدركــت بالحـزم واــلكتــمـان مــا عـــجــزت *** عنـه مــلــــوكُ بني مـروان إذ جهدوا
مــا زلــت أســعـى عـلـيـهـم في ديـــــارِهِـمُ *** والقومُ في غفلة في الشام قد رقـــدوا
حـــتى ضــربـتُــهـم بالســيـف فــانـتـبـهـوا *** مـن نومــة لـم يـنـمْـهـا قـبــلـهـم أحــد
ومـــن رعـــى غـــنــمــاً في أرض مَـسْـبَـعـة *** ونـــام عــنــهـا تـولـى رعـيـهـا الأســد
ومنها: الانتصار على الأعداء، وحوادث التاريخ شاهدة على ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة جهة ورّى بغيرها، تضليلاً للأعداء، ففي غزوة بني لحيان أظهر أنه يريد الشام، وفي فتح مكة كتم الأمر حتى عن عائشة وأبيها إلى آخر لحظة، فأُخبروا مع الناس جميعاً، ويرسل صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ جحش في سرية، ويعطيهِ رسالة ويأمره ألا يفتحها إلا بعد يومين من مسيرهِ، فلما فتحها فإذا فيها: "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل (نخلة) – مكان بين مكة والطائف -، فتربصّ بها قريشاً، وتعلّم لنا من أخبارها".
ومن فوائد كتم الأخبار والأسرار قياس الإنسان لقدر تحمله، إِذْ حفظ السر من علامات الرجولة، واكتمال العقل، ونبل الخلق، وقوة القلب، وضبط النفس، وسعة الصدر، فانظر في نفسك – يا عبد الله – هل أنت من أهل هذه الخصال؟.
ومن منافع كتم الأسرار، حفظ الأموال، وحقن الدماء، وستر الأعراض، قال بعض الحكماء: "ما لم تغيبه الأضالع، فهو مكشوف ضائع، وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه، ومنع من نيل مطالبه، ولو كتمه كان من سطوته آمناً، ومن عواقبه سالماً، ولِنجاحِ حوائجه راجياً".
لهذا كلِّه بالَغَ العقلاء في حفظ أسرارهم أكثر من أموالهم، وخافوا عليها أن تنشر وتذاع أكثر من خوفهم على أموالهم من الضياع.
ومنها الإسهام في استقرار الحياة الزوجية والاجتماعية، - عباد الله- في كل بيت أخبار ومواقف، وقصصٌ وحوادث، في كل بيت أسرار تخصه، وشؤون تعنيه، فإذا أخرج الزوجان ذلك، كُشفت الأستار وظهر العوار، وبدأ الانحدار وتلاه الانهيار، فكم من أسرة تهدم بناؤها، وتهاوت أسوارها، بسبب سر أذيع أو خبر أشيع، وأسوأ من هذا كله إفشاء الأسرار الخاصة بين الزوجين، مما لا يحق لأحد الاطلاعُ عليه، فذلك من أعظم البلاء والخيانة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه، ثم ينشر سرها [وتنشر سره]" [رواه مسلم].
ومما يدل على خطورة نشر أخبار الزوجية، وضرورة حفظها، عتابُ الله لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يوم استأمن إحداهن على خبر يسير، وحدث هين، قال الله عنه: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً﴾، فما ذلك الحديث؟، جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يَطْعَم عسلاً عند زينب بنت جحش، فاتفقت عائشةُ وحفصة "أن يقولا إذا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم: نجد معك ريح مغافير، والمغافير صمغ حلو الطعم له رائحة، فقال صلى الله عليه وسلم: بل هو عسل طعمته عند زينب ولن أعود إليه، فلا تخبري بذلك أحداً، فأفشت أولاهما الخبر للأخرى، فأعلمه الله عز وجل بذلك، فلما سئلت دهشت، وقالت: من أنبأك هذا؟، قال: نبأني العليم الخبير، وعاتبهما ربها فقال سبحانه: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ{4} عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً﴾ [التحريم: 3-4].
وكان من أثار إفشاء ذلك السر أن آلى صلى الله عليه وسلم من نسائه ألا يقربهن شهراً، حتى تسامع الناس أنه صلى الله عليه وسلم طلق نسائه.
يا عبد الله، قد لا يكون السر المذاع أمراً مهماً ولا حدثاً خطيراً، ولكن المشكلة في مبدأ إذاعة السر، ونشر الخبر، فذلك شر ولا شك.
فتأملوا - يا عباد الله - كم من أسرار بيننا قد أشيعت، وكم من أخبار في بيوتنا قد أذيعت ، تسببت في دمار البيوت، وتشتت الأُسر.
عباد الله، علِّموا الزوجات هذه الفضائل، وأطلعوهن على تلك الوقائع، فأكثر الأمر من جهتهن، فقد جُبلن على عدم الصبر، وضاقت صدورهن عن كتم السر، حتى ذكر أن رجلاً قال لزوجته: سأخبرك بسرٍ فاكتميه، قالت: صدري لسرك بئر عميق، قال: أعلم ذلك؛ ولكن لسانك دلوٌ لذلك البئر.
ومما نحتاج فيه لحفظِ الأسرار المجالسُ والمشورات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن المجالس بالأمانة" [رواه أبو داود وأحمد وهو في صحيح الجامع (6678)].
فالمجالس تدار فيها الحكايات، وتنشر من خلالها الروايات، فليكن صدرك قبراً للأخبار، كما قيل: صدور الأحرار قبور الأسرار، لا تذع أخبار الخلق، وتنشرْ سوءاتهم، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا حَدّث الرجل بالحديث ثم التفت فهو أمانة" [صحيح سنن الترمذي]، وكذلك إذا قصدك أحد وأذاع لك بسره، ونشر لك مكنون نفسه، ليستشيرك في أمر، ويستعين برأيك في مسألة، فاتق الله ولا تخنه فيما ائتمنك عليه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن"[رواه أبو داود والترمذي وأحمد وابن ماجه والدرامي].
ومن ذلك أسرار العمل، فقد تكون موظفاً في موقع (ما) تمر عليك أسرار الناس وتفاصيل قضاياهم، فاكتم أمرهم، وأخفِ سرهم، وقد يكون لنوع عملك أحياناً أسرار لا يحسن إظهارها، وأخبار لا يجوز إشهارها، فكن أميناً على السر، حافظاً له، هذا حذيفة رضي الله عنه يستأمنه النبي صلى الله عليه وسلم على أمرٍ يهم الأمة، يُعلمه بأسماء المنافقين، لكنه يأمره بحفظ ذلك، فكان رضي الله عنه لا يخبر به أحداً حتى توفاه الله، وإن من أسوأ الأمور إفشاءَ أسرار الأمة المتعلقة بأمنها وحربها وسلمها، فتلك خيانة كبيرة، وأكثر الهزائم كانت بسبب الخيانة، وإذاعة الأسرار، ولقد أدرك الصحابي الجليل أبو لبابة رضي الله عنه الخطأ الذي ارتكبه يوم أفشى سراً حربياً لبني قريضة، فربط نفسه بسارية المسجد، وأقسم ألا يحلَّه حتى يتوب الله عليه، أو يحلَّه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
معاشر الفضلاء، وإننا في زمانٍ انتشر فيه بلاء المخدرات، التي تؤدي إلى إضعاف الولاء عند الإنسان، حتى إن متعاطيَها ربما يبيع أسرار وطنه مقابل جرعة مخدر، وقد قالوا قديماً: أكثر ما يُسْتَنزَلُ الإنسانُ عن سره في مواضع: عند اضطجاعه على فراشه، وعند خلوه بِعُرْسه، وفي حال سكره وذهاب عقله.
عباد الله، الأسرار لها شأن خطير في حياتنا، فلا بد أن يكون الإنسان على قدر المسؤولية في ذلك، ولله درّ أكثم بن صيفي يوم قال: "سرك من دمك، فانظر أين تريقُه".
اللهم احفظنا بحفظك ، واكلأنا برعايتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله أقول ما سمعتم، واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
__________
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فمما ينبغي كتمه غير ما سبق: الأعمال الصالحة، - يا عبد الله – لا يُغرِيَنّك الشيطان أن تنشر على الملأ أعمالَك، ولا أن تتباهى بين الناس بأقوالك وأفعالك، بل اجعلها بينك وبين ربك، لابد أن تكون لك أعمال خير لا يعرفها الخلق، ولا ينتبه لها الناس، فذلك من أعظم ما ينفعك يوم القيامة، اجعل بينك وبين الله خبيئة تنفعْك يوم تلقاه، "كان الشافعي رضي الله عنه يقول : ينبغي للعالم أن يكون له خبيئةٌ من العمل الصالح فيما بينه وبين الله عز و جل".
ومما ينبغي حفظه: الرؤيا التي لا تحبها، قال صلى الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من شرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لا تضره" [رواه البخاري] .
يا عبد الله، ليست كل رؤيا تذاع، وتنشر بين الخلق وتشاع، وفي هذا الحديث منهاج واضح، لو اتبعه الناس لما رأينا كثرة الخائفين من الرؤيا المنزعجين منها، إن الأمر واضح والمنهج جلي، "ولا تحدث بها أحداً فإنها لا تضرك".
يا عبد الله، لابد لك أن تتذكر دوماً أن شأن الأسرار خطير، وأن ضررها لو أشيعت كبير، فعوّد نفسك من هذه الساعة على أمور:
أولاً: عود نفسك ألاَّ تتحدث بكل ما تسمع، فكثرة الحديث هي البلية، وما نشَرَ الأسرَارَ مثلُ اللسان، يقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله - : "القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئ مفتاح سره".
اجعـل لسرك من فــؤادك منـزلاً ***لا يسـتطيع لــه الـلـســـانُ دخـــولاً
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي *** كتم الفؤادُ من الشؤون وصولاً
ألفيت سرَّك في الصـديق وغيرِه *** من ذي العـداوة فـاشــيـاً مـبـذولاً
ثانياً: عود نفسك على تعليم أبنائك حفظ السر، لأن الصغار هم الذي ينشرون الأسرار، تأمل أنس بن مالك وكان صبياً صغيراً، يقول عن نفسه: "أتى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، فبعثني في حاجته، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟، قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت: ما حاجته؟، قلت: إنها سر، قالت: لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً"[رواه مسلم]، انظر – أيها الفاضل- كيف حفظ الصبي السرَّ وضن به حتى على أمه، وانظر إلى الأم المؤمنة كيف أمرته بالحفظ، لا أنها أرغمته على البوح به، وقد ذكر ابن حجر أن ذلك السر كان يختص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، وتمضي الأيام ويكبر الصبي أنس، ويروي ذلك الحدث للأمة، ويبقى السر سراً، ثم يقول أنس لثابت: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت، وتأمل -يا عبد الله- كيف يوصي العباس ابنَه عبدَ الله إذا حضر المجالس، فيقول: "يا بني إن أمير المؤمنين يدينك – يعني عَمَر بنَ الخطاب رضي الله عنه -، فاحفظ عني ثلاثاً: لا تفشيَنّ له سراً، ولا تغتبْ عنده أحداً، ولا يَطّلعَنّ منك على كَذِبة"، يقول الشعبي: "كل كلمة من هذه الثلاث خيرٌ من ألف".
ثالثاً: تذكر أيها الفاضل أن الصبر على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه، فكم من كلمةٍ ندمَ عليها صاحبها، وكم من سر انتشر؛ فلحق بمفشيه الضرر، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "سرك أسيرك، فإذا تكلمت به صرتَ أسيرَه".
رابعاً: تذكر أن السر عهد، والبوحَ به خيانة، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 34]، قال الحسن بن علي: "إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك".
اللهم وفقنا للمكرمات، ويسر لنا سبل الخيرات، وأبعد عنا المنكرات ياذا الجلال والإكرام.
عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة عليه، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[الأحزاب56]. _____________
(1) ألقيت هذه الخطبة أول مرة في جامع أنس بن مالك بتبوك، في يوم الجمعة الموافق 17/12/1422هـ، وأعيدت في جامع البازعي 26/4/1429هـ. |
خدمات المحتوى
| تقييم
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0 Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.
الرئيسية
|الصور
|المقالات
|الأخبار
|الفيديو
|الصوتيات
|راسلنا | للأعلى
لتصفح أفضل:
استخدم موزيلا فايرفوكس
|
|