جديد الفيديو
المتواجدون الآن
| 09-24-1431 01:36 AM المولد النبوي ودعوى الحب(1) أما بعد:
فإن التاريخ يشهد بأنه لا توجد شخصية تركت أثراً بارزاً في التاريخ، ولا جمعت من الأعوان، ولا كُتب لها من الذكر والثناء كشخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
يكفيه عن كل مدحٍ مدح خالقه *** واقرأ بربك مبدا سورة القلم
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
لقد مَنّ الله على المؤمنين بمنتين في كتابه، كان هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إحداها، قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾.
وفي هذه الآية نجد أمراً لطيفاً، وهو أن المنة به صلى الله عليه وسلم كانت بمبعثه، لأنه الأمر المهم في حياته صلى الله عليه وسلم؛ إذْ تحول به إلى رسول نبي مؤيد بالوحي من رب العالمين.
وقد ربطت هذه المنة بصفات خاصة له صلى الله عليه وسلم أنه من أنفسهم ، وأنه يتلو عليهم آياته، وأنه يزكيهم، وأنه يعلمهم الكتاب والحكمة، من هنا ندرك أيها الكرام أن هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ابتعثه الله ،للناس كافة ليربطهم بكتاب ربهم، لأنه المنهاج الواضح، وليزكيهم ويطهر نفوسهم وأخلاقهم، وليتعلموا ويرتقوا مهتدين بهدي الوحي.
معاشر الكرام، إن ارتباطنا بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو ارتباط عقيدة، لأنه لم يبعث لنا خاصة، بل بعث للناس عامة، لكن من التبعة علينا نحن العرب خاصة أنه بعث فينا، ولغته لغتنا، فهل يشعر العرب بأن محمداً مرسل للعالمين؟، وأن هذه العالمية في دعوته تفرض عليهم بعد إذ عرفوه أن يعّرفوا الناس به؟، وهم عندما يعرفون الناس به لن يصفوا لهم ملامحه الشخصية، وإنما يشرحون لهم رسالته الإلهية!
لكننا قد نكون اليوم بما يراه العالم منا في أخلاقنا وسلوكياتنا سبباً في تنقص قدره صلى الله عليه وسلم، بل قد نكون شاهد زور يجعل الحكم على هذا الدين، لا له !.
يا كرام إن دعوته صلى الله عليه وسلم عالمية، فكيف لنا – ونحن أتباعه – أن نجعلها كذلك؟ إن أعظم ما يفعله أتباعه اليوم هو احتفالات وابتهالات ، وقصائد وشعارات، ومن ذلك ما يرفع مناره هذه الأيام من الاحتفال بالمولد النبوي، يتجمع ملايين المسلمين بهذه المنسبة المحدثة، زاعمين نصرا وحبا، وما علموا أنهم يقدمون البراهين للأعداء على سذاجة التفكير، وضعف التأثير في هذه الأمة، ومتى كان الزمر والطرب نصرا، متى كانت التجاوزات والمبالغات حبا، متى كان الإسراف والتبذير فخرا .
معاشر المؤمنين، هل علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نرتبط باحتفالات وابتهالات متصلة بأحد من الخلق، كلا ،إننا ارتبطنا بعيدين، لا ثالث لهما يتعلقان بعبادات لا بأشخاص، هل دعانا صلى الله عليه وسلم لنصرة دينه بشعارات وهتافات، ثم لا عمل ولا تضحية؟ كلا .
يا أمة الإسلام، هل يمكن لهذه الاحتفالات أن تكون وسيلة يتعرف بها الآخرون على نبي الإسلام من خلال أتباعه؟ هل ما يقدم فيها هو مما تفخر به أمة الإسلام أمام غيرها من الأمم؟ أم أن ما يحدث في هذه الموالد أمور تنحني منها الجباه ، وقد يقطر منها الجبين؟
يا أمة محمد، العالم اليوم ينتظر منا أن نعرفه بنبي الإسلام، فماذا قدمنا؟ العالم ينتظر منا أن نصدر له أخلاقاً، أن نصدر له إنجازاً، أن نصدر له فكراً، لا أن نصدر له شعارات وهتافات، وأغاني واحتفالات.
إن هؤلاء الأقوام الذين تموج بهم محافل المولد النبوي، أو قد يصرخون بالصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أعقاب الأذان، أو قد يؤلفون صلوات من عند أنفسهم يحار المرء في تراكيبها لإغراقها في الخيال .
إن هؤلاء لم ينصروا رسول الله، وما عرفوا كيف يعبرون عن حبهم له ، وما كل من صدق في عاطفته نفع، بل قد يكون حب بعض هؤلاء خواء لا روح فيه، وادعاء لا دليل معه،و حناناً لا ندىً فيه، شأنهم في ذلك شأن الشاعر في قوله:
لا ألفينك بعد الموت تندبني *** وفي حياتيَ ما قدمت لي زادا
لا لهذا الحب الأجوف، فالإسلام دين عمل وعزة، لا مهانة وذلة، إن العرب لا يعرفون أي شرف كتب لجنسهم ولغتهم وأمسهم وغدهم، إلا عندما ابتعث الله منهم محمداً ، وإن التقدير الحق لهذا الشرف لا يكون بالسلوك المستغرب الذي يواقعونه الآن .
إن أمة كانت غاية جهدها في تعريف العالم بنبيها، أن تقيم له احتفالاً بيوم مولده، لهي أمة غير جديرة بالصدارة ولا بالنصر، ولا بالتقدم والفخر.
يا أمة الإسلام لقد ربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على العمل والإنجاز، فكانوا خير أمة، وخير قدوة، نشروا النور، وأشاعوا الضياء.
كنا جبالاً في الجبال وربما *** سرنا على موج البحار بحاراً
بمعابد الإفرنـج كان أذاننا *** قبل الكتائب يفتح الأمصارا
ندعو جهاراً لا إله سوى الذي *** صنع الوجود وقدر الأقدارا
ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا *** نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
والله ما عرفوا احتفالات ولا سرادقات، ما عرفوا قصائد ولا ابتهالات، إنما أدركوا المسؤولية، فقاموا بها خير قيام.
فمن أين لنا في هذا الزمان أن نجعل هذا اليوم عيداً، نجعله احتفالاً، وعلى ماذا نحتفل، وبماذا نحتفل، أبضياع السنة، أم بضعف الأمة؟
لقد اختارت الأمة – يا كرام -هجرته صلى الله عليه وسلم دون مولده لتكون رمزا لتاريخها، لأن الهجرة حدث للأمة لا لفرد، يقول الحافظ ابن حجر في الفتح في الكلام عن التاريخ: "كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ، وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته , فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة"أ.هـ
ويقول ابن الحاج في المدخل:" ثم العجب العجيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام ... في هذا الشهر الكريم، وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل، وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيره من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ...".
يا أيها الكرام ما عرفت القرون الخيّرة هذه البدع المستحدثة، لأنها كانت تدرك مقاصد الإسلام، كانت تنهل من معين النبوة العذب، لقد سطروا أروع قصص الُحب لنبي هذه الأمة، سطروها بدمائهم وأشلائهم وجماجمهم، سطروها بأموالهم وفلذات أكبادهم، لا بالقصائد والشعر، والشعوذات والسحر، والرقص والزمر.
عوداً يا أمة الإسلام للمعين الصافي والري الشافي، لتعرف الأمة كيف تعبر عن المحبة، كيف تتمثلها، وعلينا ألا نختلف في ذلك كثيراً ، فدليلها في القرآن مثل الشمس في رابعة النهار، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم من محبته سبحانه، يجب علينا أن نتجاوز الادعاءات والشعارات، وأن نحقق الاتباع الكامل له صلى الله عليه وسلم عبادة وسلوكا، مَخْبرا ومظهراً.
والدعاوى إذا لم يقيموا عليها بنيات أصحابها أدعياء
معاشر المؤمنين ، لقد ذكر الله البركة بما فيها من دلالات الخير منسوبة إليه في موضعين، أحدهما يبين قدرته سبحانه وملكه ”تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير”، والثانية : تتحدث عن البركة في صورة الرجل الذي حمل أمانة الرسالة إلى عباد الله، وتفجرت ينابيع الحكمة من بيانه وسيرته صلى الله عليه وسلم، فكان القرآن الذي يتلوه شعاعا لا ينطفئ، يهتدي بسناه أهل المعمورة ما بقى الليل والنهار ، وفى هذا المعنى يقول جل شأنه ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان].
فأين هذا المشعل وأين حملته، أين المنافحون المدافعون، وأين الدعاة البانون، أين هم ومحترفو الإفك قد ملأوا أقطار العالم بالافتراء على محمد صلى الله عليه وسلم وشخصه ودينه، ورسموا له صورة مشوهة في أذهان الكثيرين، وكثير منا مازال يغني ويحتفل، وربما يعربد دونما حياء ولا خجل؟
يقول الشيخ محمد رشيد رضا صاحب المنار، وهو من العارفين المطلعين – رحمه الله- : "فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر، وخانات للخمور، ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات، ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس... فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم، ولا مراعاة شرع".
يا أمة الإسلام كيف يكون محبا من لا يعرف نبيه إلا في يوم أو أيام؟، كيف يكون ناصرا لنبيه من لا يقيم لسنته وَزْناً؟.
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله "إن حب محمد يوم يكون لقباً يضفيه عليه الكسالى الواهنون، فهو حب لا وزن له ولا أثر! ويوم يكون أحفالاً رسمية وشعبية بيوم ميلاده فهو حب لا وزن له، ولا أثر! ويوم يكون قراءة للكتاب المنزل عليه في مواكب الموت ومجالس العزاء، فهو حب لا وزن له ولا أثر! ويوم يكون ادعاء تستر به الشهوات الكامنة والطباع الغلاظ فهو حب لا وزن له ولا أثر! لأن محمداً هو الرسول الذي رسم للبشر طريق التسامي الحقيقي، ورسم للجماعات طريق التلاقي على الحقائق والفضائل، فدينه عقل يأبى الخرافة، وقلب يعلو على الأهواء".
ولسنا نعجب من فداحة هذا البلاء إذا علمنا أن أصل هذا الاحتفال كان دخيلا على الأمة، مضت قرونها الثلاثة المفضلة الأولى دونما يكون لهذا الأمر المُحدث أثر، بل كان حبهم ونصرهم لنبيهم عمل واتباعاً، وإنجازً وبناء، قال الحافظ السخاوي في فتاويه : "عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد".
كما لا نعجب أن من سن هذه البدعة هم قوم أدعياء، هدموا منار السنة، وأعلوا شأن البدعة والخرافة، وهم العُبيديون، المسمون بـ(بالفاطميين)، يقول المؤرخ المقريزي في كتابه الخطط: "وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي مواسم (رأس السنة)، ومواسم (أول العام )، (ويوم عاشوراء) ، (ومولد النبي صلى الله عليه وسلم)، (ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، (ومولد الحسن والحسين)، (ومولد فاطمة الزهراء)... (وليلة أول رجب) ، (ليلة نصفه)، (وموسم ليلة رمضان ..."وغيرها كثير، عشرات الأعياد المحدثة، أشغلوا بها الناس عن العمل والسنة، وبهذا ندرك حجم الخلل الذي أصاب الأمة، ومقدار الانحراف الذي حول مسيرتها.
واستمر الأعداء في تشجيع هذه المستحدثات، لما فيها من خدمة مصالحهم، يذكر المؤرخ الجبرتي أن هذه الاحتفالات قلَّت بعد الاحتلال الفرنسي لمصر، فقام المحتل بتشجيع عودتها، ودفع الأموال في سبيل ذلك، يقول الجبرتي في عجائب الآثار ما نصه عن احتفالات المولد:" ورخص الفرنساويةُ ذلك للناس؛ لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع، واجتماع النساء، واتباع الشهوات، والتلاهي، وفعل المحرمات ".
معاشر الكرام، سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم واضحة، ومحجته بينة، ونصوص الوحي بين أيدينا، فلماذا نحيد عن ذلك؟، أليس من العبث أن تعبر الأمة عن محبة نبيها صلى الله عليه وسلم في يوم أو أيام ثم تنسى سيرته وسنته؟، أليس من السوء أن تعبر الأمة عن محبته صلى الله عليه وسلم بما يخالف هديه وأمره؟.
أيها المؤمنون، إن ما تمر به الأمة اليوم ليوجب تعبيرا صادقا عن المحبة، كما فعل ذلك السابقون الذين فتحوا قلوب العباد والبلاد، ونشروا هذا الخير في أنحاء الأرض، فهل تسير أيها الفاضل في ركبهم؟
اللهم وفقنا لاتباع السنة، وأبعدنا عن المحدثات والبدعة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله أقول ما سمعتم، وأستغفر الهل العلي العظيم لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
_____________________
الخطبة الثانية
فلا بد أن ندرك –أيها الكرام- أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" رواه البخاري، (وفي رواية) والناس أجمعين ، لا يؤمن أحدكم أي الإيمان الكامل الذي لا مِرْية فيه ، ولكن المحبة الحقيقة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بحفلات الموالد، وأكل الحلوى، ومخالفة الشرع، وإنما تكون بالاتباع الكامل له صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك ما يأتي:
1- التسليم والرضا بكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم قال تعالى"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما" .
2- طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، ومن لم يفعل ذلك فهو مدع للمحبة؛ لأن من أهم مقتضيات المحبة الطاعة.
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
3- الشوق الصادق لرؤيته صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم "مِن أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله" رواه مسلم.
-4كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].
5- نشر سنته صلى الله عليه وسلم والدعوة إليها، وتمثلها ظاهرا وباطنا، مظهرا ومخبرا، ولك أن تتصور -أيها الفاضل- لو أن أكثر من مليار مسلم قد طبقوا هذا في حياتهم، كيف ستنظر الدنيا لنا؟، وكيف سيكون تأثيرنا نحن المسلمين في غيرنا؟.
إن بلاءنا من أنفسنا، يوم قدَّر أصحاب محمدٍ محمداً على الهدي الصحيح هابه الأعداء، وعظموا شأنه، ويكفي في هذا قول عروة بن مسعود لما رجع إلى أساطين الكفر في مكة في حادثة الحديبية قال: " أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت مليكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً" .
عباد صلوا وسلموا على هذا الرسول الكريم، كما أمركم بذلك الخالق العظيم، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].
_______________
(1) ألقيت في جامع البازعي بتبوك، في 13/ 3/1429هـ. |
خدمات المحتوى
| تقييم
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0 Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.
الرئيسية
|الصور
|المقالات
|الأخبار
|الفيديو
|الصوتيات
|راسلنا | للأعلى
لتصفح أفضل:
استخدم موزيلا فايرفوكس
|
|