معلم الناس الخير
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فعن عامر بن واثلة، أنَّ نافع بن الحارث لقي عمر رضي الله عنه بعُسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: مَنْ استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أَبْزَى، قال: ومَنْ ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟!
قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين" رواه مسلم (ح817).
معاشر المؤمنين، ما الذي ميّز هذا الرجل حتى بلغ تلك المكانة؟ أهو نسبه؟ كلا، أهو ماله؟ كلا، أهو ولده وعشيرته؟ كلا.
إنه العلم:
العلم يرفعُ بيتًا لا عماد له *** والجهل يهدم بيت العز والشرف
معاشر الآباء، معاشر المعلمين، معاشر الطلاب، نحن في بداية مسيرة جديدة مِنْ مراحل التعليم المستمرة، نحتاج في أولها إلى تنبيهات ووصايا، توقظ فينا الهمم، وتنبهنا على بعض القيم، وليسمح لنا المعلمون الفضلاء، والأولياء النبلاء؛ ببعض التوجيه والنصح.
أيها الكرام، نحن وإن تحدثنا إليكم إلا أننا منكم، فنحن في خندقكم؛ يؤلمنا ما يؤلمكم، ويسرنا ما يسركم، وكلنا محتاجون إلى الموعظة والتذكير، كما أننا جميعًا محتاجون إلى التطوير والتغيير.
أيها المعلم الكريم، اسمح لي أن أناديك بهذا اللقب (المعلم)؛ لأنه تشريفٌ ورفعة، وسموٌ ومنعة، تسمى به خير من وطئ الثرى، نبيُّ الهدى، وسراجُ الدجى، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه حيث قال: "إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا".
أيها المعلم الفاضل، أيُّ شرف تشعر به وأنت تحمل هذا اللقب النفيس، ولكن عجبًا لأمر مَنْ يتذمر مِنْ هذه المهنة، وهي طريقة الأنبياء، ومحجَّة الأصفياء، وسبيل الفضلاء النجباء.
إنها مهنة لو عدم فيها المقابل المادي لوجب التنافس فيها، والتسابق إليها، فكيف بعد هذا نجد مَن يشكو دهره ويندب حظه.
أيها المعلم الكريم، قد تكون جديدًا على المهنة، وربما تكون عريقًا فيها، وعلى كلِّ حال عليك أن تجيب قبل أن تبدأ عامك هذا على هذه الأسئلة، إجابة صادقة حقيقية؟
السؤال الأول: مَنْ أنت؟
السؤال الثاني: ما رسالتك، ما هدفك؟
السؤال الثالث: ما قدر تأثيرك؟
أما السؤال الأول: فقل لي: مَنْ أنت؟ ما هويتك، ما حقيقتك؟ هل عرفت ذلك؟ هل أدركت ذلك؟ هل توقفت عند ذلك؟
مَنْ أنت؟ أأنت موظفٌ ككلِّ موظف، أم أنت طالب مالٍ ليس غير، أم أنت مرغم على المهنة كارهٌ لها؟
مَنْ أنت؟ إنك معلم وكفى، وقد عرفت شرف هذا اللقب، وكرامة هذه المهنة، يا أُخي، إنّ لك من المزايا والخصوصيات ما ليس لغيرك، ولك من السمات ما تفتخر بها على سواك.
هل أدركت أنك في طريق الجنة سائر، وأنك عليه دالٌ وداعي؟ "مَنْ سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة"، إذا كان هذا هو شأن السالك فما شأن المعلم؟
ما أعظم النتيجة، وما أجلَّ الخاتمة، أيأبى هذا النعيم أحد؟ أم يرغب عن هذا الشرف أحد؟
هل أدركت –أيها المعلم- أنَّ النضارة والوضاءة من نصيبك إن أنت سرت في طريقك، وبلّغت ما ينبغي عليك تبليغه؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نضَّرَ الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، فأدَّاها كما سمعها".
إن الذي يقوم بهذه الأمانة لابد أن يظهر النور على محيَّاه، والمهابة على وجهه، ببركة دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم.
هل أدركت –أيها المعلم الكريم- أن الخيرية في انتظارك، خيريةٌ شهد بها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فقال: "خيركم مَنْ تعلَّم القرآن وعلَّمَه".
أيها المعلم الفاضل، هل تذكرت أن الرفعة والعلو من نصيب أهل العلم العاملين؛ كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
يا أيها المعلم، هل أدركت أن المخلوقات في جوف الأرض وأعماقِ المياه؛ تشاركك المسيرة، وتبارك عملك؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلُّون على معلِّم الناس الخير" رواه الترمذي وصححه.
سبحان الله، مَنْ أنت حتى يكون لك كلُّ هذا؟ لا تعجب، إنك ناقل الخير إلى الناس، إنك داعيتهم إلى الهدى والصلاح، إنك مهذّب الأخلاق، ومقوِّمُ السلوك، إنك الذي تعرِّفهم بربِّهم، وتهديهم بإذن الله على الحق المبين.
أفيصحُّ بعد هذا أن نجد معلمًا لا يقدُّر نفسه؟ ولا يعرف مكانته؟ أفيصحُّ بعد هذا أن نجد معلمًا يبني سلوكًا مشينًا؟ وعملاً قبيحًا؟ أفيصحُّ بعد هذا أنْ يظن المعلّم نفسه عُطلاً من المسؤولية، خِلوًا من التبعة؟
لا يا أخي، هذا الفضل كلُّه يحتاج إلى عملٍ دؤوب، ونصبٍ مستمر، يحتاج إلى استشعار للأجر، وإحساس بالمكانة والمسؤولية، يحتاج إلى مراجعة دائمة، ومحاسبة دقيقة.
أيها المعلم العزيز، أنت ولا شك تدرك أنَّك لن تحصل على كل هذا الفضل بالنوم والكسل، ولا بالتباطؤ والملل، ولا بالهروب والتنصل، إنك لن تناله إلاَّ إذا شمَّرتَ عن ساعدِ الجدِّ، وشددت المئزر وأجتهدت.
أيها الكريم، هذا فضلٌ لا يفرط فيه عاقل، ولا يتنازل عنه إلا مكابرٌ جاهل، العلمَ –أيها المعلم-، هو الشرف والفضيلة، هو الرفعة والمنقبة، فلا تفرط في جواهرك:
العلم أحلى وأغلى ماله استمعت=أذنٌ وأعـرب عنه نـاطق بـفــمِ
العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله=أكــرم مــن يـمـشــي على قــدمِ
فقدِّسِ العلمَ واعرف قدر حرمته=في القول والفعل والآداب فالتزمِ
واجهد بعـزمٍ قويٍّ لا انثناء لـه=لو يعلم المرء قدر العلمِ لم ينـمِ
معلِّمُ النـاسِ خيـرًا سـابق أبــدًا=الكـل يرفعـه في شامـخِ القـمـمِ
هذا هو أنت أيها المعلم، وذلك بعض مقدارك؛ فهل أدركت هويتك؟ إذا كان ذلك كذلك، فهلاَّ أجبت على السؤال الثاني؟ (ما هدفك؟ ما رسالتك التي تسعى لتحقيقها؟)
حاول أنْ تفكر الآن ما الذي تريد تحقيقه؟
ربما يوجد مِنْ المعلمين مَنْ لا يعرف ماذا يريد؟ وهذه -والله- مشكلة ومعضلة، إنه يسعى بلا هدف، ويمضي بلا هدى، كمن يمشي في بيداءٍ بلا دليل، يتعب وينصب، وربما يضيع ويتيه.
لا أيها الكريم، حدد مِنْ هذا الأسبوع ماذا تريد، ولتكن أهدافك نابعةً مِنْ دينك، خادمةً لرسالتك ومجتمعك، اجعلها على قسمين، قسمٍ: يتعلق بذاتك وتطويرها، وقسمٍ: يتعلق بطلابك، وما توصله إليهم من معلومات.
لابد لك –أيها الكريم- مَنْ خطوات واضحة في رفع كفاءتك، حدِّدْ لنفسك ماذا تريد أنْ تكون، وابتكر الوسائل الموصلة للهدف، وستصل بإذن الله، لا تكن ممن يرضى بموقعه، لا يتقدم خطوة، ولا يبني لبنة، مؤثرٌ للسلامة، وما علم أنه يتراجع ويتقهقر، ويعود إلى الوراء ويتأخر، أيها المعلم، مثلك لابد أن يكون طَموحًا، بعيدَ النظر، واسعَ الأفق، يقلقه الخمول، ويزعجه الهمود والجمود.
ثم هؤلاء الطلاب الذين اعتدت تدريسهم، هلاَّ مِنْ جديد؟ ألا مِنْ تطوير؟ ألا مِنْ تفكير؟ هلاَّ جلست اليوم مع نفسك، فحددت أهدافًا ساميةً، وآمالاً رفيعةً تريد تحقيقها فيهم، فكِّر في ذلك؛ ولن تعدم الوسائل المُعِينة، وَاسْعَ لتحقيق مرادك بخطىً ثابتة، وعزمٍ أكيد، وإياك والنكوص، والالتفات أو التراجع أو التردد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددَا
أيها المعلم العزيز، لا تجعل المعوقات والصعوبات شماعةً تعلق عليها بعض إخفاقك وضعفك، لأننا على يقين أن المعلمَ صاحبَ الرسالة يبدع ولو في صحراء، وينجح ولو درّس في خيمة، فقل لي بربّك ما الوسائل المتاحة لنبيِّ الهدى صلى الله عليه وسلم ثم مَنْ جاء بعدْ؟ ومع هذا ملؤوا الدنيا، وخلدهم التاريخ، بل هم خلدوه.
أنت مبدع، قادر، فأرِ نفسَكَ مِنْ نفسكِ خيرًا، واعتمد على ربِّك، وستجد النجاح والفلاح ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69].
أما السؤال الثالث: ما قدر تأثيرك؟
ربما يظن بعض المعلمين أنه كأيِّ موظف، فهو يأتي من بيته إلى مدرسته ليُلقي في أذهان الطلاب بعض المعلومات، ثم لا يسأل بعد ذلك عن شيء، فهو لا يتفقد ألفاظه، ولا يراقب تصرفاته، ولا يحسب حسابًا لسلوكه، فالطلاب في نظره صغارٌ لا يدركون، أو هُمْ أوعية تُملأ بالمعلومات؛ ليس غير!
لا أيها الكريم، انتبه، فهذا هو مدار الخلل ومكمنُه، إن بعضنا فصَلَ المعرفة عن التربية، فهمُّه المعلومات، وأمَّا السلوك والخُلق؛ فهو ليس في حسبانه.
أيها المعلم العزيز، أتصدق أن هذا الذي تركز عليه –وهو المعلومات المجردة-، ربما لا يبقى منه مع مرور الزمن شيء، أو يبقى مشوهًا، إن طلابك ربما لن يتذكروا إلا أخلاقك وسلوكك، وما زرعت فيهم من قِيَمٍ ومبادئ، فكيف تُهمل ذلك؟
يا أخي، أأدركت أنك (قدوة)، لا تنس هذه الكلمة، فكِّر فيها جيِّدًا، زِنْها بميزان العقل، أنت قدوة، كلامك مراقب، وتصرفاتك محسوبة، عيون طلابك تتابعك، يحكمون بالحسن والقبح على الأشياء من خلال أفعالك وأقوالك، فانتبه، لا تكن سببَ ضلالٍ لهم، إننا نسمع كثيرًا في بيوتنا قول التلميذ لوالديْه: أستاذنا فعل ذلك، أستاذنا قال لنا ذلك، فاتق الله في الأمانة التي حَمَلتَها.
من اليوم اعلم أنك تربي بأفعالك وتصرفاتك، بأقوالك وكلماتك، فالعيون بك موصولة، والأخلاق عنك منقولة، كما قال عمر بن عتبة لمعلم ولده: "ليكن أولُ إصلاحك لولدي؛ إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عندهم ما فعلت، والقبيحُ عندهم ما تركت".
يا أيها المعلم العزيز، أَوْلِ جانب (القدوة) فيك عناية خاصة، فأنت لست كأحدٍ من الناس، أنت تبني مجدك بيديك أو تهدمه، أنت تُبقي ذكرك الطيب بيديك أو تخلد ذكرك السيئ، طلابك استمرار لك، فكيف بك مع مرور الأيام، وتعاقب السنوات والأعوام، ماذا سيقول طلابُك عنك؟ أيقولون عنك: أمينٌ في عمله، ناصحٌ في قوله، حسنٌ في خُلقه، مجتهدٌ مجد، داعيةُ خُلق، وباني فضيلة؟ فيثنون عليك خيرًا، ويوقرونك ويحترمونك، يقول مكي بن إبراهيم بعدما اتجر مع أبي حنيفة، وحثه الإمام على العلم، فاستجاب وحصَّلَ منه الكثير: "فما زلت كلما ذكرته وذكرت كلامه، وصليت؛ أدعو له بالخير؛ لأنها فُتحت عليّ ببركته أبوابُ العلم".
أم يقولون خلاف ذلك؟ تضييعٌ للأمانة، وتأخرٌ في الدوام، وتساهلٌ في التحضير، وسلوكٌ مشين؟ فمن سيذكرك، ,وإذا ذكرت؛ فكيف سيذكرونك؟
أيها الكريم، فرقٌ كبيرٌ بينَ مَنْ يُذكرُ ليُشكرَ ويُمدَح، وبينَ مَنْ يُذكرُ ليُلعنَ ويُقدح! فاختر لنفسك، فأنت خصوصًا لك امتدادان لا تتساهل بهما، الأول: هُم طلبتك، ونحن على يقين أنك لن تختار إلا الذكرَ الحسن، والثناءَ الجميل، ولك امتداد آخر في الأجر، فلا تفرِّط فيه، فغيرك لم يَحْصل له ذلك، جاء في صحيح الترغيب والترهيب قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ علّم علمًا؛ فلهُ أجر مَنْ عمل به، لا يُنقصُ مِنْ أجرِ العاملِ شيء".
أيها المعلم الكريم، لا تقل ما أكثر ما نسمع من التوجيه، واللوم والتقريع، فما كثر الكلام عن العلم والمعلمين إلا لرفعة قدرهم، وسموِّ مكانتهم، فكن لهذه المكانة أهلاً، وتذكر دومًا أنك (معلم) بكل ما تحمله هذه الكلمة من تبعاتٍ ومسؤوليات، وما تضمنته من شرفٍ وعزة، وأنه مطلوب منك في أول أيام الدراسة أن تعرف ذاتك، وتقدر مسؤوليتك، وتحدد أهدافك، ثم تقيسَ بعد ذلك قدر تأثيرك.
اللهم ارزقنا علمًا نافعاً، وعملاً صالحًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
_______________________________________
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فإذا كان المعلم هذا هو أثره، وتلكَ هيَ منزلته، فأنت أيها الولي ما شأنك، أنت أيها الأب؛ بماذا فكرت مع بداية هذا العام؟
أتظن أنه يكفي أن تقذف بولدك إلى ساحة المدرسة ثم لا تسأل عنه شهورًا، وربما سنوات، لا أيها الكريم، ما هكذا ترعى الأمانة، ألست تحب أن ترى ابنك متفوقًا وعلى سلوكٍ قويم؟ ستقول: (بلى)، إذن، أين الجهد؟ أين التواصل مع المدرسة؟
ابدأ هذا الفصل الدراسي بزيارات منظمة لمدارس أبنائك، كُنْ عونًا للمدرسة، تعاون مع المؤسسات التعليمية على حل المشكلة، فالرفق له أثره الفعال، لا تكن كمن لا يزور المدرسة إلاَّ للخصام والشجار، والشكاوى والمحاكمات.
أيها الأب الكريم، تواصلك مع المدرسة ينعكس إيجابًا على ابنك، ستجد تفوقًا في الدراسة، واعتدالاً في السلوك، لأنك تعالج الخلل أولاً بأول.
إننا نأمل –أيها الأولياء الكرام- أن نخطو هذه الخطوة، وأن نجعل المدرسة جزءًا من اهتماماتنا، ونكتبها في سجل زياراتنا، حتى يحصل التعاون المطلوب، والنجاح المرغوب بإذن الله.
كما نأمل أن نفكر جديا في جعل أبنائنا متفوقين منتجين، وذلك بمتابعتهم من أول يوم، وتخصيص أوقات كافية للجلوس معهم، وتفقد أحوالهم، وستجد أيها الأب الفاضل أثر ذلك واضحا على ولدك في نهاية الفصل الدراسي في خلقه وسلوكه، وتفوقه ودراسته.
اللهم أعنا على حمل المسؤولية، وأداء الأمانة، اللهم سددنا في أعمالنا وأقوالنا وتصرفاتنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك الله؛ فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[الأحزاب:56].