الصدق والجنة
(عام 1423هـ)
الخطبة الأولى
أما بعد ،
فينادي منادي الجهاد في غزوة العسرة (غزوة تبوك) ، ويتأهب المسلمون ، وينطلق الركب الميمون لإعلاء كلمة الله ، ودفع الباطل وأهله .
يخرج المؤمنون مخلفين وراءهم الظلال والثمار ، والزوجات والأولاد ، يخرجون تلفحهم الصحراء بحرِّها ، وتحفي المفازات أقدامهم لبعدها ، كل ذلك طلباً لمرضاة الله ، طلباً لجنة الله ، ولم يتخلف من أهل الإيمان إلا ثلاثة منهم كعب بن مالك رضي الله عنه الذي أحس بعظم الذنب ، ونازعته نفسه في الكذب ، ولكن هيهات أن يكذب من خالط الإيمان بشاشة قلبه، جاء كعب وهو يعلم أن الله مطلع على السرائر ، فقال يا رسول الله : (( لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني، ليوشك الله أن يسخط علي ))، تأمل يا مؤمن حياة القلوب ، ونظافة النفوس، وعمق الإيمان ، ثم قال : ((ولئن حدثتك حديث صدق تجد فيه عليّ، إني لأرجو فيه عقبى من الله ، يا رسول الله، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنت أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك )) .
يا له من نموذج ما أرفعه في الصدق ، نموذج لا بد أن تتذكره القلوب ، نموذج لا بد أن يعيش طيفه بيننا ، لأننا فرطنا كثيراً في هذا الجانب .
يا مؤمن، تأمل هذا الموقف ثم تأمل بماذا ختم الله آية التوبة على هؤلاء الصادقين ، لقد قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } [التوبة: 119]، كونوا مع الفئة المختارة المصطفاة ، لأنه لا يُوفَّق لهذا الخلُق كل أحد ، قال معروف : ((ما أكثر الصالحين وما أقل الصادقين )) .
الصدق يا عباد الله منـزلة رفيعة ، قرن الله ذكر أصحابها مع ذكر الأنبياء كما قال سبحانه : {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] ، لذا كان أعظم هذه الأمة إيماناً بعد نبيها (أبو بكر رضي الله عنه جديراً بلقب ( الصديق )، الصدق يا عباد الله، راحة للضمير ، وطمأنينة القلب ، لذا قال صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي: (( الصدق طمأنينة والكذب ريبة )) .
والصدق يا عباد الله، معناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة ، ومعناه مطابقة الظاهر للباطن ، فالمظهر والمخبر سواء ، المنطوق والمكنون سواء ، لذا ذكر المنافقون في الصورة المقابلة للصادقين في قوله تعالى : {ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما} [الأحزاب: 24] .
وإذا كان ذلك هو معناه الواسع فاعلم يا عبد الله، أن حقيقته هي (( القول بالحق في مواطن الهلكة )) ، حقيقته (( أن تصدق في موطن لا ينجيك فيه إلا الكذب))، ذلك هو الصدق ، وضوح في كل موقف .
واعلم رعاك الله أن الصدق ثلاثة أقسام :
صدق مع الله، وصدق مع الناس، وصدق مع النفس .
الصدق مع الله ، يعني توحيده وإفراده بالعبادة ، يعني الإخلاص والنظافة من شوائب الشرك .
تأمل -رعاك الله- كيف قال سبحانه : {ليسأل الصادقين عن صدقهم} [الأحزاب: 8] ، فحتى أهل الصدق سيسألون عن صدقهم ، فالصدق يحتاج إلى إخلاص وتجرد .
يقول المحاسبي رحمه الله: (( واعلم رحمك الله أن الصدق والإخلاص، أصل كل حال ... ، والصدق في ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقاً ، وصدق النية في الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام )) .
تذكر يا عبد الله، موقف كعب بن مالك المتقدم ، لقد صدق مع ربه فرفع الله قدره ، فماذا عساه يقول؟ أولئك الذين لا يقيمون لرقابة الله وزنا ، يعملون الأعمال، وقد ينفقون الأموال ، كل ذلك ابتغاء مرضاة البشر ، همهم مدح الناس لهم وثناؤهم عليهم ، أفسد الرياء أعمالهم وضيع أعمارهم ، أما الذين صدقوا في نياتهم ، فقد حقق الله أمانيهم ، فبلغوا أقصى آمالهم ، ومنهم ما زال على الطريق سائر، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد إحدى الغزوات فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه في الغنائم فقال الرجل : ما على هذا بايعتك إنما بايعتك على أن أُضْرَب بسهم من هاهنا وأشار إلى حلقه، ويخرج من هاهنا وأشار إلى قفاه ، ثم ولى، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن تصدق الله يصدقك)، وفي المعركة حصل ما قال ومات شهيداً : {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب 23]، وقال صلى الله عليه وسلم : (( من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )) ، ذلك هو الصدق مع الله ، سبيل الرفعة والفلاح ، والفوز والنجاح .
وأما الصدق مع الناس : فيعني مطابقة المنطوق للواقع ، يعني نقل الحقائق كما هي ، فلا تدليس ولا كذب ، ولا مراوغة ولا نصب، بل وضوح وبيان، هذا هو المؤمن وتلك إحدى سماته، ودلائل إيمانه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث وذكر أولها : إذا حدث كذب ) فيا ويل من ينشر الأكاذيب بين البشر، ويذيع الأباطيل بين الناس ، عبر مجلة أو جريدة ، أو قناة أو إذاعة ، أو حديث أو مكالمة، ويل له فقد وصفه صلى الله عليه وسلم من مشاهد الآخرة (( رجلاً يشرشر شدقه إلى قفاه ، فقال ذلك الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق))، رواه البخاري.
فيا مؤمن، لا تكن بوقاً للأخبار، تنقل سقيمها وصحيحها ، دون تثبت ولا روية، ألست ترى أيها الفاضل كيف ينتشر بعض التلفيق والكذب ، عبر وسائل الإعلام ، ألست ترى إلى أولئك الذين يسارعون بنقل الأخبار المزيفة عبر الصحف السيارة ، والهواتف النقالة ، وصفحات الشبكة العالمية ، أليس ذلك من الكذب الذي يبلغ الآفاق .
ومن أخطر مزالق الكذب المنافي للصدق ، الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإبلاغ ذلك للناس قال الله تعالى : {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا، أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون} [الأنعام: 21] ، قال صلى الله عليه وسلم : (( إن كذباً علي ليس ككذب على أحد ، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )) رواه البخاري .
يا عبد الله، تأمل اليوم حال أولئك الذين ينسبون الأقوال إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، دون توثيق ولا تمحيص ولا إسناد، وبعضهم يسترزق بها ، فيروج لسلعته بالأحاديث الموضوعة والأخبار المكذوبة ، واليوم نرى من يبادر إلى الفتوى في صدور المجالس أو صفحات المجلات ،وهم من أجهل خلق الله بذلك ، نرى من يحلل ويحرم على صفحات الجرائد ، وعبر القنوات في أمور يتوقف فيها كبار العلماء، إنها جرأة كبيرة يوم غاب الخوف من الكذب على الله وعلى رسوله .
تأمل يا مؤمن هذا الموقف لرجل من أعظم علماء الدنيا، إنه ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن رضي الله عنهما ، حيث أورد مسلم في مقدمة صحيحه أن بُشَيْراً العدوي كان بحضرة ابن عباس يحدث، وابن عباس لا يأبه به، ولا يبالي بحديثه، ولا ينظر إليه ، فقال بشير: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلـى الله عليه وسلم ولا تسمع ؟ فقال ابن عباس: ((إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بأسماعنا، فلما ركب الناس الصعب والذلول ( أي تحدثوا في الأمور السهلة والصعبة وهذا حالنا اليوم) لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف)) .
فانتبهوا يا عباد الله، لما تقولون وما به تتفوهون، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بدين الله ، فإن كذباً على الله ورسوله ليس ككذب على الناس .
ومما يكثر فيه الكذب، ويقل فيه الصدق، المزاح والمرح ، لذا جاء التنبيه على ضرورة الصدق فيه قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بسند حسن : (( ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له )) .
يا له من شقاء أن يتفنن الإنسان في اختلاق الأحاديث ، وادعاء القصص، وترويج النكت والمسليات ، فيضحك الناس ، ويسرون ، وهو يعود بالشقاء والكذب، والوعيد بالويل والثبور .
يا أمة الإسلام، تأملوا عظمة هذا الدين ، يشدد على الكذب ويأمر بالصدق في أمر يعده الناس من توافه الأمور، وهي الطرائف والمضحكات فما بالك بالأمور العظيمة ، والأحداث الجسيمة .
ومما ينبغي فيه الصدق، المديح والثناء ، فبعض الناس يتملق الكبراء بحديثه، ويكيل الثناء بغير حساب فيجاوز الحد ، ويهرف بما لا يعرف ، كل ذلك لينال عرضاً من الدنيا قليل ، ولما كان ذلك مما يفسد ولا يصلح أَمَر صلى الله عليه وسلم : ((بأن نحثو في وجه المداحين التراب)) رواه الترمذي ، وأما من مدح الرجل بما فيه، فلا يدخل في ذلك إذا كان دون إسراف، (( وليقل أحسبه كذلك والله حسيبه )) ، رواه البخاري .
ومن عجيب أمر الناس أنهم يتبارون في المدائح شعراً ونثراً ، ويتجاوزون الحد في المدح والثناء ، ويلهم كيف يفعلون ذلك ورسول الهداية صاحب المناقب والفضائل ، وهو الأحق بالمدح والثناء يقول : (( لا تطروني كما أَطْرَت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله )) .
ومما نص الشارع على ضرورة الصدق فيه: البيع والشراء لما في ذلك من حفظ مصالح الناس ، وما أعظم خطر الكذب في التجارة، ولعلكم تلحظون أيها الفضلاء كثرة الكذب والتزوير ، والتقليد والتلفيق ، كل ذلك لترويج السلع ، ولكن ما أقل البركة وما أكثر المحق ، قال صلى الله عليه وسلم : (( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما فعسى أن يربحا ربحا ما، وتمحق بركة بيعهما )) .
ومما يؤسف له أن تكون الوعود المخلفة، هي عادة أكثر المسلمين، يتساهلون فيها، حتى عُرف غيرهم بقيمة الوعد، وما أحوجنا إلى تقدير الكلمة، ومعرفة قيمة الموعد فتلك أخلاق الأنبياء، تأمل كيف بدأ سبحانه وتعالى في سرد صفات إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد قبل الرسالة والنبوة فقال سبحانه : {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} [مريم: 54] . يمدحه الله بصدق الوعد وأحدنا الآن لشغل يسير، أو حاجة تافهة يضرب بالموعد عرض الحائط .
يا عباد الله، هذه بعض جوانب الصدق مع الناس، تأملوا كم نحن بحاجة إليها ، تأملوا كم تجاوز فيها الناس ، كم جرت من ويلات وأفسدت من علاقات؟ .
وأما الصدق مع النفس، فهو ألا تخادع ذاتك ، حين تعلم الحق ويظهر لك، ألا ترى أيها الفاضل أننا أحياناً ندرك الخطأ والخلل ، والحرمة والمنع في أمر ( ما ) ومع هذا نجادل ونحاول إقناع أنفسنا بخلاف ذلك ، ومن الصدق مع النفس الاعتراف بالخطأ، والرجوع عن الزلل ، بعضنا لو بان له الحق وظهر له أدلته، وبانت له محجته، ينكر ويكابر مع يقينه بأن ذلك حق، وهذا خلل لا يستقيم معه اعوجاج الإنسان ، ولا يصلح حاله ، وقد سلكه فرعون من قبل فهلك وخسر {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النمل:14].
عباد الله، هذا هو الصدق ، هذا هو طريق الجنة قال فيه نبي الرحمة : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ... )) رواه البخاري، إنه طريق مضى فيه الصالحون ، وفاز فيه الصادقون ، صدقوا الله فصدقهم الله ، فأين أنت يا مؤمن من تتبع آثارهم والسير على منهاجهم .
اللهم وفقنا لصالح الأعمال والأخلاق ، وجنبنا سيئ الأعمال والأخلاق يا أرحم الراحمين .
عباد الله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنَه هو الغفور الرحيم .
-----------------------------------------
الخطبة الثانية
أما بعد :
فمما ينبغي العناية به، غرس هذا المبدأ في نفوس الأبناء ، حتى يكون حلية لهم في حياتهم ، وتاجا جميلاً يرفع على رؤوسهم ، لأن الصدوق محبوب ، مقرب مرغوب ، لأن الصدق من جماع الخيرات ، وسبيل الجنات ، وأساس الحسنات ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ((الصدق أساس الحسنات وجماعها ، والكذب أساس السيئات ونظامها )) .
فعليك أيها المربي الفاضل، بهذه الخطوات مع ولدك عل الله أن يوفقك لغرس هذه الفضيلة في قلبه فتسعد ويسعد . أولاً : كافئ ولدك الصادق بعدم عقابه فيما صدق فيه ، فإذا كسر الطفل زجاجاً مثلاً ، وصدقك في ذلك فأشعره بأن الذي صرف عنه العقاب هو صدقه ، لأنك لو عاقبته لظن الطفل أن عقابه بسبب صدقه فيلجأ إلى الكذب لينجو في المرة القادمة .
ثانياً : كن قدوة حسنة له ، فإياك والكذب معه أو أمامه فإن ذلك هو البلاء وهو أمر منتشر ، ألا تعرف أحداً ، بل ألا تجد من نفسك أحياناً أنك تقول لولدك رد على الهاتف أو جرس الباب ، وقل : والدي غير موجود ، أما تعلم أنك بذلك تربيه على الكذب وتنزع منه فضيلة الصدق .
وعليك أن تكون حريصاً في وعده ، فلا تعده إلا بما تقدر على تحقيقه، قال صلى الله عليه وسلم كما في المستدرك بسند صحيح (( إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا أن يوعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له )). وروى أحمد في المسند قوله صلى الله عليه وسلم : (( من قال لصبي : تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة )) .
ثالثاً : لا تكثر من اتهامه بالكذب ، بأن تقول له فيما لا يظهر فيه الصدق أنت كذاب ، وتكرر ذلك عليه في كل موقف ، بل قل له : أأنت متأكد من ذلك، فإن الله يراك ويسمعك ، أيقظ رقابة الله في قلبه، ويكفيه ذلك .
رابعاً : ذكره وعظه بفضل الصدق وخطورة الكذب من خلال قصة هادفة أو جلسة إيمانية ، فإن الله قال عن لقمان : {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13]، فالوعظ من طرق التربية الناجحة.
خامساً: امدحه بالأخلاق الطيبة وأثن عليه بها، فلذلك أثر عظيم في ذوبان الصفات السلبية من قلبه.
سادساً : أكثر من الدعاء له بأن يرزقه الله الأخلاق الفاضلة وأن يبعد عنه سيئها ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بأن يوفقه الله لصالح الأخلاق والأعمال وأن يصرف عنه سيئها. يا عبد الله، لتكن حياتك وحياة أسرتك كلها صدقاً، اجعل مدخلك صدقاً ومخرجك صدقاً، وليكن لسانك لسان صدق، فتلك مطالب الصالحي، قال تعالى: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) [الإسراء: 80].
وهذا إبراهيم عليه السلام يدعو : {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} .
هذه دعوات الأنبياء والصالحين فادع بها، واحرص عليها عل الله أن يرزقك قدم صدق ، ومقعد صدق، كما قال تعالى : {في مقعد صدق عند مليك مقتدر} [القمر: 55] .
عباد الله ، صلوا وسلموا على الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك الله {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} [الأحزاب:56].