تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
01-03-1432 09:38 PM


الأسرة مأرز السعادة(1)


الخطبة الأولى:

أما بعد:

فلعله من المناسب أيها الفضلاء بعد أن عرفنا ماهية الزواج وحقيقته، وأنه آية ونعمة؛ أنْ نعرف ماذا تعني لنا الأسرة، ذلك المحضن العظيم الذي طريقه الزواج، كيف ننظر إليه؟، ما مكانته عندنا؟، ما قيمته لدينا؟.

معاشر الشباب المتزوجين حديثًا، معاشر الأزواج ذوي الخبرة والمعرفة، الأسرة بناء عظيم الأركان، حصين الأسوار، إذا قام من أول يوم على طاعة العظيم الجبار.

الأسرة تُبنَى لبناتها قبل الزواج، قبل الاقتران، إنها تبدأ باختيار كل من الزوجين لشريك حياته، وإلى مثل هذا يرشد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ، لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"متفق عليه.

هذا من ناحية الزوجة التي تختارها لتشاطرك المسؤولية لبناء كيان الأسرة، أما من ناحية الزوج فالدين أيضًا هو الركيزة الأولى، والعامل المشترك في اختيار الزوجين، والجسر الواصل بينهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " ، رواه الترمذي "([2]) وفي رواية : دينه وأمانته([3]).

فنلحظ ذكر الدين مع الزوج والزوجة، ولا يوجد عامل كالدين يؤثر في قضية الاختيار هذه، ثم يأتي بعد ذلك الخلق والتعامل، ولا يعني ذلك الفصل بينهما، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (وخلقه) (وأمانته) ما يشير إلى عامل مهم يجب أن تنتبه له الفتاة في شريك حياتها، ألا وهو الخلق لأنه أساس حسن المعاشرة، وذكر الأمانة على وجه الخصوص لأنها تعني حفظ الحقوق من جهة، وتأديتها إلى أهلها من جهة أخرى، وهل الزواج إلا معرفة بالحقوق والواجبات والتزام من الطرفين بأداء كل منهما لِمَا عليه دون تسلط أو ظلم؟.

لهذا لا يكفي في الزوج تدينه الظاهر، بل لابد من معرفة حسن أخلاقه، وجودة تصرفه، وتحمّله للأمانة والمسؤولية، فليس الزواج تجربة عابرة، أو صفقة عارضة، بل هو قرار عظيم، وميثاق غليظ، فهل أدركنا ذلك؟

هذا هو العامل الأول في بناء الأسرة (الاختيار الحسن)، أما العامل الثاني فهو (حُسْن العشرة).

معاشر الشباب، معاشر المتزوجين، كم يسوءنا ما نسمع من حالات الطلاق بعد الزواج بيوم أو يومين، أو أسبوع أو شهر.

ألا يعني ذلك عدم تقدير لذلك الارتباط الشريف (الزواج)؟ ألا يعني ذلك ضعفاً كبيراً في تحمّل أعباء الزواج ومسؤوليات الأسرة؟ ألا يعني ذلك عدم استعداد منا لهذا الخيار المهم الذي لابد منه؟

معاشر الشباب، الزواج ليس سحابةَ صيف، ولا نزهةً برية، ولا لذةً عابرة، بل هو ارتباط وثيق، ومسؤولية كبيرة، وهو في الوقت ذاته راحة وهدوء، وطمأنينة وأُنس، الزواج باختصار مشروع حياة لا بد أن تخوضه، ولن يتم ذلك إلا بتجاوز لحظات الغضب السريعة، ومخالفات الرأي العابرة، وبشيء من الحكمة والتؤدة، والتأني والصبر، نحافظ على هذا الكيان من الشرخ، ونحميه من التصدع والهدم.

أيها الزوج الكريم، اجعل قول الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ شعاراً لك، ضعه أمام عينيك، واسأل نفسك هل أنت على هذا الطريق، تأمل كلمة المعاشرة ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ﴾ ما قال (وصاحبوهن)، لما في لفظ المعاشرة من القرب والأُنس، وتأمل كلمة (المعروف) ما أوسع مدلولها، وما ألطف معناها، قيّم نفسك وعملك ومعاشرتك لزوجتك في ضوء هذا المقياس، أهي بالمعروف أم بخلافه؟

ولا تقل زوجتي سيئة الطباع، صعبة المراس، شديدة الأذى، فإن الله ما أمرك بالمعاشرة بالمعروف إلا لتجاوز ذلك كله، أما رأيت كيف جاء بعد هذا الأمر مباشرة ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19].

ياله من توجيه ما أعظم أثره لو عقله الناس، كثير من الأزواج يندم أشد الندم بعد الطلاق، ويعلم كم في زوجته من الخير والصلاح، لكنها العجلة، يا هذا قد يكون الخير كله في هذا الذي تكرهه، فحاول الإصلاح والتعايش، كن أنت المُبادر فالخير قادم، والفضل عظيم.

عباد الله إن "هذه اللمسة الأخيرة في الآية [الأخيرة] تعلق النفس بالله وتهدئ من فورة الغضب، و[تخفف] من حدة الكره حتى يعاود الإنسان نفسه في هدوء; وحتى لا تكون العلاقة الزوجية ريشة في مهب الرياح ، ...والإسلام الذي ينظر إلى البيت بوصفه سكناً وأمناً وسلاماً، وينظر إلى العلاقة بين الزوجين بوصفها مودة ورحمة وأنساً، ويقيم هذه الآصرة على الاختيار المطلق كي تقوم على التجاوب والتعاطف والتحاب، هو الإسلام ذاته الذي يقول للأزواج: ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ كي يتأنى بعقدة الزوجية فلا تفصم لأول خاطر، وكي يستمسك بعقدة الزوجية، فلا تنفك لأول نزوة، وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى جديتها فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة، وحماقة الميل الطائر هنا وهناك([4]) .

ولا تنس أيها الفاضل توجيه الحبيب صلى الله عليه وسلم للأزواج بقوله: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي ، وصححه الألباني([5])، أي تقدير هذا لكيان الأسرة وأفرادها؟، أي تكريم يقارب هذا أو يدانيه؟، قائل هذا الكلام هو نبي الرحمة، رسول الهدى، المصطفى المجتبى، محمد بن عبد الله، فمن نحن حتى نتعاظم عن هذا التوجيه الباني؟، من نحن حتى نخالف هذا الهدي النبوي العظيم؟.

مَنْ منا يا كرام سأل عن هذه الخيرية، وكيف تكون؟، من منا طبّق هذه الخيرية في أهل بيته، عاملهم باحترام وتقدير، وتفاهم وتدبير، ومحبة ووفاء، وصدق ورخاء؟.

بهذا الاستقرار الأسري يحقق الإنسان ذاته وأهدافه، بخلاف ما يدور في أذهان الشباب من أنّ الزواج عقبة في تحقيق الأهداف، وحدّ الحريات، تأملوا يا كرام كيف تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ تكبره سناً في أول حياته (خديجة)، فكانت نعم المعين له، "عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَحْسَنَ عَلَيْهَا الثَّنَاءَ، فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْهَا وَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا؟ قَالَ:مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، صَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا الْوَلَدَ إِذْ لَمْ يَرْزُقْنِي مِنْ غَيْرِهَا"([6]).

بمثل هذا النبل والخلق نقدر رباط الزواج، ومؤسسة الأسرة، أما ترهات الفن وقصص الممثلين، فإن تجعل هذه المؤسسة النبيلة ريشة في مهب الريح، حسب ميل القلب، واستعار الشهوة، ولا شيء غير ذلك، وما أعظم قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجل أراد أن يطلق زوجه لأنه لا يحبها: "ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟ » إذا هناك أخلاق وإن لم يتوافق الزوجان، هناك مبادئ، ضاعت في مع مسلسلات الغرام والحب، التي أوهمت الناس أن الأسرة يجب أن تكون كما يفعلون، "ما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم « الحب »، وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ، ويبيحون باسمه - انفصالَ الزوجين، وتحطيمَ المؤسسة الزوجية ، بل وخيانةَ الزوجة لزوجها! لأنها لا تحبه؟! وخيانةَ الزوج لزوجته! لأنه لا يحبها؟!

ولا يهجس في هذه النفوس الصغيرة، معنى أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة، ونزوة الميل الحيواني المسعور، ومن المؤكد أنه لا يخطر لهم أن في الحياة من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال ما هو أكبر وأعظم من هذا الذي يتشدقون به، في تصور هابط هزيل . . ومن المؤكد طبعاً أنه لا يخطر لهم خاطر فيما يقوله الله للمؤمنين: ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾!([7]).

وحتى لو تعسرت الحياة، واستحال استمرارها بعد كل الاحتياطات السابقة، فإن الانفصال ذاته لابد أن يكون فيه نبل وخلق وأمانة، قال تعالى:﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾؟ . .

تأملوا كيف يكون النبل، وكيف تكون الأخلاق، وكيف تكون المعاشرة، وكيف يكون التحضر حتى في لحظات الفراق، تأملوا الفعل: ﴿أفضى﴾ في قوله تعالى ﴿وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ حيث جاء بلا مفعول محدد ، ليدع اللفظ مطلقاً ينشر كل معانيه، ويلقي كل ظلاله، ويسكب كل إيحاءاته، ولا يقف عند حدود الجسد وإفضاءاته، بل يشمل العواطف والمشاعر والوجدانيات والتصورات والأسرار والهموم، ...يدع اللفظ يرسم عشرات الصور لتلك الحياة المشتركة آناء الليل وأطراف النهار، بين الزوجين، وعشرات الذكريات لتلك المؤسسة التي ضمتهما فترة من الزمان ، ففي كل اختلاجة حب إفضاء، وفي كل نظرة ود إفضاء ، وفي كل لمسة جسم إفضاء، وفي كل اشتراك في ألم أو أمل إفضاء، وفي كل تفكر في حاضر أو مستقبل إفضاء، وفي كل شوق إلى خَلَف إفضاء، وفي كل التقاء في وليد إفضاء .

كل هذا الحشد من التصورات والظلال والأنداء والمشاعر والعواطف يرسمه ذلك التعبير الموحي العجيب: ﴿وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ فيتضاءل إلى جواره ذلك المعنى المادي الصغير، ويخجل الرجل أن يطلب بعض ما دفع، وهو يستعرض في خياله وفي وجدانه، ذلك الحشد من صور الماضي وذكريات العشرة في لحظة الفراق الأسيف!

ثم يضم إلى ذلك الحشد من الصور والذكريات والمشاعر عاملاً آخر من لون آخر، في قوله تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ ([8]).

معاشر الكرام، أليس هذا كلام ربنا، ماذا يكون حالنا لو فهمناه وعقلناه وطبقناه؟، هل سنرى هذه المآسي الزوجية، والتفككات الأسرية، لا والله.

ياكرام هذا هو بناء الأسرة المثمر، يتجاوز الخلافات للنظر في تحقيق المطالب والأهداف، يُبنى على المحبة والوفاء، والمودة والتعاون، تطبيقا لمبدأ ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، هذا هو الشرع الرباني يبقي على رباط الأسرة إلى آخر لحظة، فما بالنا ننهي هذا الرباط في أسرع لحظة؟.

اللهم احفظنا وأهلنا من كل سوء، ورُدَّ عنا بفضلك كل مكروه، برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
--------------------------------------------------------
الخطبة الثانية:

أما بعد:

فإن الأسرة ليست سجناً ولا قيداً كما يدعي ذلك المدّعون، بل الأسرة مصدر السعادة للإنسان، ولا يخالف في ذلك إلا منكر للفطرة، لقد ذكر الله سرور الإنسان في هذه الدنيا بين أهله رغم كفره وجحوده، فقال سبحانه: ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً﴾ [الانشقاق: 13]، وذكر سبحانه سرورًا آخر في دار النعيم، هو ما ينبغي أن نسعى إليه، والعجيب أن الأهل طرف فيه رغم أن ذلك في الجنة، ذات النعيم المتعدد المتنوع، قال سبحانه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً* وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً﴾[الانشقاق: 7-8-9]، إن سروره لم يكتمل إلا برجوعه إلا أهله ولقائه بهم، ونجد هذا المعنى ظاهرًا في القرآن في مواضع أخرى، كقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ﴾ [الزخرف: 70].

فهل نعي بعد هذا أثر الأسرة في وجود السعادة، واستمرار الهناء؟، وهل نعي كيف نبنيها؟، وكيف نواجه من يدعو إلى زوالها؟، أو يدعو لما يؤثر فيها من سلوكيات وأخلاقيات تفسد علاقة الرجل بالمرأة، فتكثر العلاقات غير المشروعة، ويضعف مشروع الزواج، أو يتفكك ويذهب بالطلاق والشقاق، عند ذلك تتلاشى تلك المؤسسة العظيمة (الأسرة) ، ولعل مما يذكر في هذا المجال ما يبثه الإعلام من دعوة للاختلاط، والخروج عن الآداب والأخلاق، وتسهيل لعلاقات غير مشروعة، ومن هذا ما يذكر عن هذه المسلسلات الهابطة التي انتشرت في أوساط الناس، وخصوصًا المسلسلات التركية المدبلجة، التي حاربت الفضيلة، ودعت إلى الرذيلة، وأثرت في رباط الزواج، واجتماع الأسرة، فكم من طلاق وقع بين زوجين، وكم من شقاق وجفاء حصل من انصراف قلوب الزوجين عن بعضهما، إعجابًا بالممثلين رجالاً ونساءًا.

معاشر الكرام، كيف يكون ذلك ونحن مأمورون بغض البصر، وحفظ العورات، والغيرة على الأعراض، وتعظيم ميثاق الزواج؟.

اتقوا الله أيها الكرام، وحاربوا هذه المفسدات، واهتموا بأسركم على النحو الذي عرفتم: وفاء ومحبة، وصدق وتعاون، خيرية كاملة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وأنتم أيها الشباب المتزوجون، انظروا إلى الزواج على أنه استقرار وهناء، لا أنه حدّ من الحريات، وتحجيم للطاقات، فإنه لا استقرار ولا راحة إلاَّ في بيت الزوجية، ومؤسسة الأسرة، تقول إحدى الغربيات بعد تجربة الحريات المزعومة"ليس ثمة سعادة إلا في الأسرة"، ويقول بيكنس فيلد: "قل ما شئت عن الشهرة، وعن اقتحام الأخطار، فإن أمجاد العالم وكلَّ حوادثه الخارقة للعادة، لا تعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية"، هذه شهادات من عاينوا وعايشوا الواقع المؤلم للتفكك الأسري في العالم الغربي تحت ستار الفن والحريات، فلا تنخدع أيها الشاب أيها المؤمن ببهرجات الفن وسلوك الفنانين لأنها أقنعة مزيفة تظهر الرذيلة في وجه حسن، وتزهد في العفاف والطهر، ومن أدمن متابعتها حصل الخلل في أعظم مؤسسة تخصه، أسرته، فهل تنبهت لهذا؟.

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.

عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة عليه، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[الأحزاب56].
_________________________________________

(1) خطبة ألقيت في جامع البازعي، في 7/8/1429هـ.

(2) رواه الترمذي، وحسنه الألباني في الإرواء.

(3) سنن سعيد بن منصور.

(4) في ظلال القرآن - (ج 2 / ص 75).

(5) مشكاة المصابيح - (ج 2 / ص 238).

(6) المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 319). وقال الهيثمي أسانيده حسنه.

(7) في ظلال القرآن - (ج 2 / ص 76).

(8) انظر : في ظلال القرآن - (ج 2 / ص 76) بتصرف.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1125



خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس