جديد الفيديو
المتواجدون الآن
| 01-03-1433 08:32 PM
الحياء (خلق الإسلام)
(1421/10/3هـ)
الخطبة الأولى
أما بعد :
فإن من أخلاق هذا الدين العظيم ، وخِلاله النبيلة، خلقَ الحياء، قال صلى الله عليه وسلم: (( إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء )) [ صحيح الجامع ](2145).
الحياء ما الحياء ؟ الحياء خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التفريط في حق ذي الحق ، وهل الإسلام غير ذلك ؟! وهل شرائع الدين تخرج عن هذا ؟! فمن مات فيه الحياء، رفع عنه الإيمان قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )) [ رواه الحاكم وهو في (صحيح الجامع(1599)]، وجاء في البخاري: (( الإيمان بضع وستون شعبة ، والحياء شعبة من الإيمان ))، الحياء خلق رفيع يحمل الإنسان على اجتناب اللفظ الفاحش ، والقول البذيء، يبتعد بصاحبه عن الأخلاق الرذيلة، والمواضع المشبوهة ، الحياء يرقى بألفاظ الإنسان وتصرفاته إلى مراقي السمو، ومقامات العلو، ويرتفع به عن السفاسف والمحقرات ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ، ولا كان الحياء في شيء إلا زانه )) رواه أحمد وهو في [ (صحيح الجامع) (5531)] .
عباد الله، كم نحتاج إلى هذا الخلق الرفيع في نوع حديثنا ، وطريقة تصرفاتنا واجتماعاتنا ، وعلاقاتنا وعياداتنا ، كيف لا يكون ذلك وللحياء أقسام كثيرة تشمل حياء الإنسان وعلاقاته، نذكر منها:
أولاً : حياء الجناية :
وهو حياء آدم عليه السلام لما خرج من الجنة ، ومنه حياء الأنبياء في عرصات القيامة، وليس عندهم ما يزري بمراتبهم العالية، ومنازلهم السامية، لكنه اتهام النفس وتعظيم العظيم سبحانه وهيبته .
لما احتضر الأسود بن يزيد بكى فقيل له : ما هذا الجزع؟ قال : "والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل ، لأهمني الحياء منه ، مما قد صنعت ، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه ولا يزال مستحيياً منه"، نعم إنه كلام يسطر بماء الذهب، أين الذين يقابلون إنعام الله وعفوه بالمعاصي والذنوب ، سبحان الله أين الحياء من الجليل العظيم :
يا حسرة العاصين عند معادهم.......هذا وإن قدموا على الجنات
لو لم يكن إلا الحيـاء من الذي..... سـتر القبيح فيا لها حسراتي
ثانياً : حياء التقصير:
كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، فسبحان الله أين من يستحيي من ذنبه ، وتقصيره في جنب الله سبحانه ، أين من تلومه نفسه على قلة العمل وكثرة الخطأ ، هذا هو الحياء من التقصير في حق العظيم .
ثالثاً : حياء الإخلاص :
وهو حياء المعرفة ، فمن عرف الله حق المعرفة هابه وأجله، يا مؤمن أو ما ترى الرجل المعظم في قومه ، المقدم في أهل ملته، صاحب الأخلاق والمكانة كيف يهابه الناس ويستحيون منه ؟ ، هذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول (( والله إن كنت أشد الناس حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما ملأت عيني منه عليه الصلاة والسلام ولا راجعته بما أريد حتى لحق بربه حياءً منه )) [ رواه الإمام أحمد في مسنده ] .
يغضي حياءً ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم
فإذا كان هذا هو حياء الخلق من بعضهم ، فكيف يكون حياء العبد الذليل ، الفقير الضعيف ، من الله العظيم ، القادر القاهر سبحانه،ويل للإنسان ما أكفره ! كيف لا يقدر لله حق قدره ، كيف لا يهابه حق الهيبة ، كيف لا يستحيي من ربه حق الحياء ، قالصلى الله عليه وسلم : ((استحيوا من الله حق الحياء، قالوا إنا نستحيي يا رسول الله، قال ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء ، فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء )) [ رواه أحمد في المسند وهو في صحيح الترمذي2/299] .
تأمل يا مؤمن وهل يكون الذنب إلا مما ذكر ، أيطلق بصرَه، ويشنف للحرام أذنَه ، ويفري في أعراض الخلق بلسانه ، مَنْ عرف الله وراقبه ؟ أم هل يأكل الربا في بطنه ، ويدخل المسكرات والمخدرات في جوفه ، مَنْ قدر الله حق قدره؟ كلا والله .
رابعاً : حياء الكرم :
كحياء نبي الهدى صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب، وأطالوا الجلوس عنده ، فقام واستحيا أن يقول لهم : انصرفوا فقال سبحانه : } يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق { [ الأحزاب 53] .
خامساً : حياء الحشمة :
كحياء علي رضي الله عنه أن يسأل رسول الله ( عن المذي، لكون زوجته هي بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ( فاطمة ) الطيبة المطيبة رضي الله عنها، فقال كنت رجلاً مذاء فأمرت المقدام أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فسأله فقال فيه الوضوء)) [ رواه البخاري ] .
سبحان الله، أين هذا من كلمات تخدش الحياء ، ويقطر منها جبين العفة ، تقال في المجالس وتجال في الأفواه ، يتندر بها بعض الناس ، ويصرحون حين ينبغي التعريض، إنها نتائج المسلسلات التي نشرت ألفاظ الحب والغرام ، والغزل والهيام ، وأحياناً الفحش والإجرام ، حتى مات الحياء في النفوس .
سادساً : حياء الاستحقار واستصغار النفس :
كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه ، فإنه يحتقر نفسه أن يسأل العظيم سبحانه ، كما قال بعضهم ، إني لأستحيي أن أسأل ربي الدنيا وهو مالكها ، ولكن من فضل ربي سبحانه أنه أمرنا بالسؤال تكرماً منه وفضلاً فقال : } ادعوني استجب لكم { فله الحمد والمنة .
سابعاً : حياء المحبة :
وهو حياء الذين أشرقت قلوبهم بمحبة خالقهم ، فلم يكن في القلب إلا هو سبحانه ، فعند ذكر صفاته أو عرض بعض آلائه، تعرض للقلب روعة شديدة ، وتلك منزلة لا يدركها الذين صرفوا المحبة إلى ملذات الدنيا وشهواتها، ولا الذين تعلقوا بصور الغانيات وأنغام الأغنيات ، إنما هي للركع السجود، العاكفين في محراب العبادة ، التالين للذكر الحكيم .
ولا يكون هذا الخلق النبيل إلا باستكمال أركانه : الحياء من الله ، الحياء من الملائكة ، الحياء من النفس، الحياء من الناس .
فأما الحياء من الله ، فهو ما سبق من حفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى، ومن عرف ربه وتذكر مراقبته له خجل وانكسر، وابتعد عن كل قبيح، سبحان الله كيف يجرؤ الإنسان على هتك الأستار، والإقدام على الخنا والعار ، وهو يعلم أن الله مطلع عليه يراه ويسمعه، ويحصي عليه ، ولا تنظر يا عبد الله إلى صغر المعصية ولكن انظر عظمة من عصيت ، وقال رجل يسأل عن حفظ العورة، أرأيت يا رسول الله : إن كان أحدنا خالياً ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( الله أحق أن يستحيا منه )) [ رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ] ، وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن موسى كان رجلا حيياً ستيراً لا يُرى من جلده شيء استحياء من ربه )) وهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول: (( إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صبي حتى آخذ ثوبي ،حياء من ربي عز وجل )) .
وهذا الصديق رضي الله عنه يقول : (( أيها الناس استحيوا من الله ، فوالله ما خرجت لحاجةٍ منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد الغائط إلا وأنا مقنع رأسي حياءً من الله ))، فأين هذا ممن يكشفون عوراتهم أمام الناس في المسابح والنوادي ، وأين هذا ممن خلعوا الحياء بالكلية فتاجروا بالأعراض علناً على الشاشات، وسوَّقوا بالعورات المنتجات، سبحان الله ما أعظم الفرق ! فيا مؤمن تأمل في حالك وحال زوجتك وبناتك ، وربهن على الحياء والحشمة، فإن المرأة إذا فقدت الحياء ضاع منها كل شيء ، انظر إلى الفتاة المؤمنة كما صورها الله سبحانه : } فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين { ، [ القصص: 25 ] ، قد كبلها الحياء وفرش لها حتى خطت فيه قدماها ، فلا ضرب بالرجل والكعب، ولا إظهار لصوت الخلخال ، ولا تكسر ولا تمايل ، كذلك في القول لا تغنج ولا خضوع بل كلام بقدر الحاجة ، وحديث كله طهر وعفة.
يا ويح من لا يستحيي من ربه ، كم سينزلق في الموبقات ، ويعب من الشهوات، وهل وقع المذنبون في ذلك إلا بسبب قلة الحياء من ربهم ، يقول محمد بن الفضل:(( ما خطوت -أربعين سنة- خطوة لغير الله ، وأربعين سنة ما نظرت في شيء استحسنه حياءً من الله )) إن القلوب المتيقظة التي عاشت على الطهر وقدرت ربها الجليل حق قدره تبقى متيقظة دوماً ، وحية أبداً ، ذكر عن محمد بن سيرين أنه قال : (( ما غشيت امرأة قط لا في يقظة ولا في نوم غير أم عبد الله (زوجته)، وأني لأرى المرأة في المنام ، فأعلم أنها لا تحل لي فأصرف بصري ))، سبحان الله، حياء من الله حتى في المنام، أيَّةُ قلوب هذه التي يحملونها !.
وهذا عمرو بن عتبة، كان يخرج للعدو مع الناس فلا يتحارس الناس لكثرة صلاته وقيامه ، رأوه ليلة يصلي فسمعوا زئير الأسد فهربوا ، وهو قائم يصلي ،فلم ينصرف ، فقالوا أما خفت الأسد : فقال : (( إني لأستحيي من الله أن أخاف شيئاً سواه )) هذا والله الحياء ، الناس يتعرضون أحياناً للموت حياء من الناس ، وخوفاً من الذم والفضيحة ، وكل ذلك رياء وسمعة ، وأسوأ من هذا أولئك الذين يتركون بعض فرائض الله حياء من أصحابهم ، وخجلاً من نقد أقرانهم ، فيستحيي بعضهم أن يصلي في مجمع من الشباب ، أو يستحيي أن يؤذن، أو غير ذلك لا جهلاً ولكن خجلاً ، أما لو غنى فهو المقدم وصاحب السبق ، فبئس الحياء يمنع من الطاعة ويجرئ على المعصية ، تقول عائشة رضي الله عنها : (( رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين )) .
أما الحياء من الملائكة فقد قال فيه بعض الصحابة : (( إن معكم من لا يفارقكم، فاستحيوا منهم وأكرموهم ))، ومن ألأم ممن هتك ستر الله أمام هؤلاء الملائكة المقربين الذين قال الله عنهم : } كراما كاتبين { [الانفطار: 11].
يا مؤمن تذكر قبل أن تذنب كيف يتأذى الإنسان من الفجور من إنسان مثله ، فكيف بالملائكة المقربين ، وكيف يكون أذاهم ، تذكر بما ذا سيشهدون عليك يوم القيامة }وقال قرينه هذا ما لدي عتيد { [ ق : 23 ] ، يقول عبد الرحمن بن ليلى : (( ما على أحدكم إذا خلا أن يقول للملك : أكتب فيملي خيراً فيقول: سبحان الله والحمد لله )) .
أما الحياء من الناس فإنه خلق جميل ، وطبع مركب في الإنسان صاحب القلب الحي ، قال حذيفة رضي الله عنه : (( لا خير فيمن لا يستحيي من الناس، ومن لا يستحيي من الناس من عمل القبيح فلن يستحيي من ربه )) .
وهذا مقياس عظيم لو عقله الناس ، قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استوصاه : (( أوصيك أن تستحيي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح في قومك )) [ رواه الإمام أحمد] ، وقال الألباني إسناده جيد [ السلسلة الصحيحة رقم (471) ] ، فعليك بهذا المقياس أيها الفاضل ، كلما هممت بخطأ أو ذنب أو أمر قبيح، تذكر أيمكن أن تفعله أمام أحد شرفاء وصلحاء قومك أم لا ، والله أحق أن يستحيا منه ، معاشر الفضلاء أما ترون بعضنا يأتي يوم الجمعة بثياب النوم ، أو ملابس الرياضة ، ولو قيل له نريد أن نزور فلاناً، قال نعم، لكن بعد أن أغير ثيابي ، ولو قيل له : لماذا؟ لقال : أستحيي أن أقابلهم بملابسي هذه ، سبحان الله أليس الله أحقّ أن يستحيا منه !.
عباد الله، وبمجالسة الأخيار يحيا هذا الأمر في قلب الإنسان ، بل ويتمكن منه فيتعود بإذن الله على الخيرات وترك المنكرات ، تعلق رجل بامرأة من أهل الشام فتعرض لها وبيده سكين لا يقترب منه أحد إلا عقره، والمرأة تصيح بين يديه ، فمر به بشر الحافي فدنا منه ، وحك كتفه بكتف الرجل فوقع الرجل على الأرض ، ومضى بشر وسلمت المرأة ، فسألوا الرجل عن حاله وكان يتصبب عرقاً ، قال ما أدري ولكن حاكّني شيخ ، وقال لي إن الله ناظر إليك وإلى ما تعمل، قال فضعفت وهبته وسقطت على الأرض ، قالوا : أتدري من الرجل قال لا ، قالوا إنه بشر الحافي أحد الزهاد العباد ، قال الرجل: واسوأتاه كيف ينظر إليّ بعد اليوم ، وحّم الرجل من يومه ، ومات في اليوم السابع ، سبحان الله إذا كان هذا هو أثر الحياء من إنسان فكيف يكون الحياء من خالق الإنسان جل جلاله .
عباد الله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنَه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
أما بعد:
فهذه نماذج حيَّة، لهذا الخلق الجليل، من الرعيل الأول، نسوقها لشحذ الهمم:
كان حياء الرسول صلى الله عليه وسلم في القمة والذروة العليا ،(( كان صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا رأى شيئاً كرهه عرفناه في وجهه)) رواه البخاري ، ولما تردد ( بين ربه تعالى وبين موسى عليه السلام في تخفيف الصلاة قال في آخرها(( سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم)) رواه البخاري.
وذلك عثمان ذو النورين يقول عنه صلى الله عليه وسلم : ( ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة)) رواه مسلم .
وتلك فاطمة بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم ، (( لما جاءها أبوها صلى الله عليه وسلم وهي مع زوجها عليّ وجلس بينهما غلبها الحياء حتى أدخلت رأسها في اللحاف حياء من أبيها )) رواه البخاري.
وتلك أم المؤمنين عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: "كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه، واضعة عني ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر رضي الله عنه معهما توقفت، فو الله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه " فلله درك يا أم المؤمنين، حياءٌ حتى من الأموات.
وتلك فاطمة بنت عتبة جاءت مبايعة للنبي صلى الله عليه وسلم فأخذ عليهنّ ((ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين )) فوضعت يدها على رأسها حياءً، فأعجبه ذلك منها ،فقالت عائشة رضي الله عنها أقري أيتها المرأة فلقد بايعناه على ذلك .
هذه بعض الصور المشرقة للحياء ، وتلك بعض منازله وآثاره فالله الله به فإنه خلق الإسلام
عباد الله ، صلوا وسلموا على الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك الله } إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً{ [ الأحزاب:56] .
|
خدمات المحتوى
| تقييم
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0 Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.
الرئيسية
|الصور
|المقالات
|الأخبار
|الفيديو
|الصوتيات
|راسلنا | للأعلى
لتصفح أفضل:
استخدم موزيلا فايرفوكس
|
|