تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
01-16-1433 08:03 PM



سورة الكهف (2)


أولاً: الموضوعات العامة في السورة:



عند التأمل نجد أن هذه السورة تتحدث عن أربعة موضوعات كبرى، تمثل فتناً كبرى هي أعظم أسباب ضلال الإنسان، وقد جاءت هذه السورة لبيانها، وكيفية الخلاص منها، لهذا تقرأ كل جمعة، ولهذا هي نور لمن قرأها، وهي عاصمة – بإذن الله – من الدجال، ومن هذا ينشأ سؤال مهم؟ لماذا نؤمر بقراءتها كل جمعة، وما سر ذكر النور معها، وما علاقة السورة بالدجال وفتنته؟

هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا اللقاء واللقاءات القادمة بإذن الله.

لقد اشتملت هذه السورة – كما ذكرت – على قصص أربع رئيسة، تمثل كل واحد منها فتنة مؤثرة في الإنسان وهي:

1‍- الفتنة في الدين، ويمثل ذلك قصة أصحاب الكهف، ولأن الفتنة في الدين هي أعظم الفتن بُدئتْ بها السورة، وسميت بقصتها أيضاً.

2‍- الفتنة في المال، ويمثل ذلك قصة صاحب الجنتين، ولأن المال من أعظم الفتن والمغريات التي ربما تؤثر على دين الإنسان، فقد جاءت بعد الفتنة في الدين.

3‍- الفتنة في العلم، ويمثل ذلك قصة موسى والعبد الصالح عليهما السلام.

4‍- الفتنة في السلطان، ويمثل ذلك قصة ذي القرنين.

وعند التأمل في هذه القصص الأربع نجد أن القصتين الأوليين: أصحاب الكهف، وصاحب الجنتين الارتباط فيهما كان بالمكان: الكهف، الجنتين، بينما نجد في القصتين الأخيرتين أن الارتباط كان بالمسافة والأمن والسفر (قصة موسى u والعبد الصالح، وذي القرنين)، فالأوليان مبنيان على الاستقرار، والأخريان مبنيان على الانتقال.

وسنعرض لهذه الفتن الأربع بشيء من التفصيل ونحاول أن نربط ذلك بدلالة النور والحفظ من الدجال، وبيان ذلك أن الدجال يأتي بفتن كبرى تشبه هذه الفتن، فهو يفتن الناس عن دينهم، ويفتنهم بالمال، والعلم، والسلطان.

فأما فتنة الدين فتظهر من قوله صلى الله عليه وسلم:" فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ وَهِيَ أَطْوَلُ مَا كَانَتْ ذُرًى وَأَمَدُّهُ خَوَاصِرَ وَأَسْبَغُهُ ضُرُوعًا، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْءٌ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَة،ِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، قَالَ وَيَأْمُرُ بِرَجُلٍ فَيُقْتَلُ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ إِلَيْهِ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ"([1]).

ومما يبين عظم تلك الفتنة، وعظم شأن العلم والبصيرة فيها قوله صلى الله عليه وسلم:" يأتي الدجال، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر ؟. فيقولون : لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه : والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال : أقتله فلا أسلط عليه"([2]) .



وأما فتنة المال فذلك ظاهر في النص السابق، مما يتعلق بإمطار السماء، وإنبات العشب، وما يتصل بالبهائم والكنوز.

ونلحظ من ذلك كيف جمع بين فتنة أهل المدر(القرى والمدن) بالذهب والوَرِق، وأهل الوبر، أهل الشاء والنعم الذين يهمهم أمر المطر والكلأ.

وأما فتنة العلم، فقد ورد أنه يتصور للرجل شيطانان في صورة أبيه وأمه، ويدعوانه إلى الشرك بالله، ويخبر بأمور عظيمة يفتن بها الناس، وذلك من العلم الذي يجهله الناس فيفتنون عند سماعه، كما هو حال الخضر مع موسى u، حيث أطلعه على عجائب لا يعرفها، ويظهر كل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم:" يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي، … يقول : أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه : كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب أو غير كاتب . وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف… وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان : يا بني اتبعه، فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين، ثم يقول : انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه، ثم يزعم أن له ربا غيري، فيبعثه الله، ويقول له الخبيث : من ربك ؟ فيقول : ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم "([3]).

وأما فتنة السلطان، فإنه يجوب الأرض كلها كما هو حال ذي القرنين، وقد حدّث عنه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله: " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق "([4]).

نعلم من هذا عظم التناسب بين قصص السورة، وعلاقة ذلك بالعصمة من فتنة الدجال .

وقد يتساءل متساءل هنا، وأين قصة آدم مع إبليس ألم ترد في السورة؟

نقول بلى وردت، لكن هذه القصة متكررة في غير هذه السورة، والقصص الأربع الأخرى خاصة بهذه السورة لم ترد في سورة غيرها، هذا أمر، والأمر الثاني أنه بالتأمل نجد أن قصة آدم مع إبليس توسطت هذه القصص التي بنيت عليها السورة، فقبلها قصتان: أصحاب الكهف وصاحب الجنتين، وبعدها قصتان: موسى u والعبد الصالح، وذو القرنين.

وبهذا تكون قصة آدم مع إبليس هي قلب السورة، وهي تمثل أصل الفتنة، فأعظم ما يضل الناس هو الشيطان مستخدماً في ذلك: المال، العلم، السلطان، ويمكن أن نقول أيضاً: إن الشيطان هو الداعي إلى الضلال للإنسان في حياته، وهو معه، وأما فيما يستقبل من الزمن في وقت ظهور الدجال فسيكون للدجال مثل أمر الشيطان، وهكذا نجد الترابط واضحاً بين تلك القصص العظيمة.


د. عويض العطوي
جامعة تبوك
dr.ahha1@gmail.com


___________________
([1]) صحيح مسلم ح(2937).
([2]) صحيح البخاري ح( 1882).
([3]) صحيح الجامع ح (7875)، قال الألباني : صحيح.
([4]) صحيح البخاري ح(1881).

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1042



خدمات المحتوى


تقييم
2.88/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس