تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
المقالات
خطب المناسبات
رسائل عاجلة في فترة الاختبارات
رسائل عاجلة في فترة الاختبارات
01-05-1433 08:38 PM



رسائل عاجلة في فترة الاختبارات*


الخطبة الأولى:

أمَّا بعد:
فمهما حاولنا تجاهل تأثير الاختبارات على المجتمع، فإننا لن ننجح في نفي ذلك التأثير أو إخفائه، لأنه حدثٌ يدخل كلَّ بيت، ويتعامل معه شريحة عريضة من المجتمع، وتشترك فيه مؤسسات عدة.
وإذا أمعنَّا النظر، وجدنا أنّ أقرب الناس إلى الإحساس بهذا الحدث هم ثلاثة أصناف: الطلاب، أولياء الأمور، المعلمون، ولنا مع هؤلاء وقفات، وإليهم سنوجِّه رسائل وتوصيات:
ونبدأ بالطلاب؛ لأنهم المعنيُّون بهذا الحدث أكثر من غيرهم:
معاشر الأحبة، يا فلذات الأكباد، نحن ندرك قدر الضغوط التي تتعرضون لها هذه الأيام، والجهودَ التي تبذلونها في سبيل التفوق والنجاح، ومع كل هذا اسمح لنا أيها الطالب النجيب أنْ نخاطبك، وأنْ نناصحك، محبةً لك، وشفقةً عليك.
أخي الطالب، فترة الاختبارات فترة مرهقة ولا شك، يتغير معها نظام حياتك، ويزيد فيها تركيزك واهتمامك، وما دام هذه شأنك فتذكر هذه الثلاثيات: حافظ على ثلاث، واحذر من ثلاث.
أما الثلاث التي ينبغي عليك المحافظة عليها، فهي:
أولاً: الاتصال الدائم بربك، والاعتماد الكامل على خالقك.
أيها الطالب الفاضل،تذكر أنه قيل: ما حكَّ جلدك مثل ظفرك، استعن بربك، واعتمد عليه سبحانه، وتيقن وصية رسولك صلى الله عليه وسلم: "أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أنْ يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].
وتذكر دومًا قول ربِّك سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]، أي: كافيه، فلِمَ تبحث عن مُعين ومعك المعين، لِمَ تلجأ إلى الضعيف ومعك القوي؟
راجع نفسك في صلتك مع ربِّك، كيف أنت مع الصلاة، مع برّ الوالدين، مع حفظ الجوارح عن المحرمات، كيف أنت مع الاستغفار، والإكثار منه، ذلك البلسم العجيب لإذهاب الهموم، وفك الكروب، وزرع الطمأنينة في النفوس، قال صلى الله عليه وسلم:" من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً،ومن كل ضيق مخرجاً،ورزقه من حيث لا يحتسب " [رواه أحمد في المسند].

ثانيًا: النوم المبكِّر.
عليك بالقدر الكافي من النوم في وقته الذي خلقه الله له، وهو الليل، أما قال سبحانه: ﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا﴾ [الأنعام: 96]، وقال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا﴾ [الفرقان: 47]، وقال جلَّت قدرته: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ [يونس: 67]، وإنّ مخالفة هذه السنَّة الكونية بسهر الليل ونوم النهار يضر الإنسان، ولا يأخذ معه الجسم كفايته من الراحة، لذا لا يكون قادرًا على التركيز والانتباه، وهو ما يحتاج إليه الطالب لحظة الامتحان، أيها الطالب الفاضل لا تجعل عادة الزملاء تؤثر عليك، بل أعط جسدك القدر الكافي من النوم ليلاً، وليكن ذلك على شقك الأيمن لتنعم بنوم أكثرَ فائدة، وأعظمَ في موافقة السنة، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن"متفق عليه.

ثالثاً: المذاكرة المنظمة.
حاول أيها الطالب النجيب أنْ تكون مذاكرتك منظمةً مركزة، وأن تسير فيها على جدول محدد منضبط، وتختارَ لها الوقت والمكان المناسبين، ومن صور تنظيم المذاكرة الاستعدادُ الجيد لها، وهذا يشمل الاستعدادَ الذهني، والنفسي، والمادي، ثم حدد ماذا تريد، ثم ابدأ، واعتن بالوقت وتنظيمه حتى لا يطغى موضوع على غيره وأنت لا تشعر.

وأما الثلاث التي عليك أن تحذر منها فهي:
أولاً: احذر أصحاب السوء.
يا أيها الطالب الفاضل، يا أخانا العزيز، في فترة الامتحانات ينشط شياطين الإنس، ويرمون شباكهم حول فرائسهم، ليصطادوا مَن يستجيب لهم، ومَنْ يقترب من حبالهم، ومَنْ يسلمهم قياده، فما أنت فاعل؟
ستجد في هذه الأيام مَنْ يضحك معك، ثم يضحك عليك، مَنْ يواعدك وربما يزورك، ثم إذا تأملت وجدته قد سرق أغلا ما لديك، وهو وقتك، بأحاديث تافهة، وجلسات فارغة، ولن تنتبه إلا وقد قرب الامتحان دون استعداد أو مذاكرة.
أيها الطالب النجيب، والله لن تستفيد من جلسات الأرصفة ولا المقاهي، ولن تجني خيرًا من مصاحبة أناس لا يعرفون الصلاة ولا المساجد.
أيها الطالب الموفق بإذن الله، اختر من الأصحاب من سمته الصلاح والأخلاق، وديدنه الجد والاجتهاد، فهذا من تستفيد منه، وتَذَكَّر دومًا قول حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم:"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط أو يخالل" [رواه أحمد في المسند بسند جيد].
الزم بيتك وأهلك، فهم أحنى الناسِ عليك، وأنصحُهم لك، وأحبُهم لنفعك.

ثانيًا: احذر المنشطات والمنبهات.
في مثل هذه الأيام ينشط المخربون من تجار المخدرات، فينشرون بين الشباب حبوبَ الهلوسة والهوس، يغرونهم بنتائج مبهرة، ويَعِدونهم بتفوق عظيم، ويهوِّنون عليهم الأخطار، وهم يقودونهم إلى الدمار والعار، احذر –أيها الشاب- الحبوب البيضاء، إياك أنْ تسمح لأحدٍ أنْ يقدمها لك، ولا أن يحسِّنها في عينك، إياك والجلوس مع مَن يتعاطاها أو يتعامل معها، واحذر مِن مصاحبته، فإنك إن فعلت؛ وقعت في شركه وأنت لا تشعر، والصاحب ساحب كما يقال.
ثالثًا: احذر الغش.
أيها الطالب النجيب، إياك أنْ تفكر في الغش، واعلم أنك إنْ غششت فإنما تغش نفسك، وهل ترضى يومًا أن يصفك أحدٌ بالغشاش؟ أظنك ستقول: لا، إذًا كيف ترضى أنْ تمارس ذلك لتؤكد لنفسك أنك متصف بصفة ذميمة، ينفر منها كل أبِيٍّ شريف، ويتباعد عنها كل عزيز شريف، رفيعِ المستوى والقدر.
لماذا تلجأ إلى أيها الفاضل إلى الدون، وفي مقدروك أن تكون في العلو، لا تستمرئ هذا السلوك المشين، فتسقط من عين نفسك، حتى تهون عليها فلا تشعرُ بعد ذلك بتأنيب ضمير، ولا حياة قلب.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
كيف ترضى –أيها الطالب النجيب- أنْ تمارس هذه العادة البغيضة وأنت تسمع قول حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم: "مَن غشّ فليس منا" [رواه مسلم]؟
كيف تتذلل وتعترفُ بالعجز وأنت قادر؟ كيف تتنكر لقدراتك التي حباك الله إياها، وتستسلمُ لتسويل الشيطان؟كيف تتجاهل عقلك فيما ينفعك، ثم تستخدمه فيما يضرك؟
لا أيها الطالب الفاضل، مثل هذا الخُلق لا يليق بك، قرر من اليوم أنْ تعتمد على الله ثم على جهدك، وتذكَّر أنك الرجل المستأمن على مقدَّرات أمتك، أفترضى أن تتذكر في مراحل عمرك هذه التجربة السيئة، وهذه الممارسة الممقوتة؟ أفترضى أن يذكرك بها أحد إذا تقدم بك العمر، وربما المكانة، تذكر -أيها الفاضل- أن من العجز أن تحتقر نفسك وقدراتِك، وأنْ تُسْلِم قيادك وعقلك لغيرك، أنت قادر، فلا تُقْنِع نفسك بسوى ذلك.
وأنتم أيها الآباء والأولياء، ما شأنكم في هذه المعمعة، بماذا فكرتم، وماذا خططتم ؟

اسمح لنا أيها الأب الفاضل أن نذكرك بثلاث:
أولاً: الرحمة والرفق.
أيها الأب العزيز، ليس هذا الوقت هو وقت الضرب والتهديد، والصراخِ والوعيد، إنه وقت المساعدة، وقت المساندة، وقت الرحمة، وقت الرفق، قال صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، و لا نزع من شيء إلا شانه" [صححه الألباني في صحيح الجامع (5654)].
في مثل هذا الظرف يحتاج أولادك منك إلى الحنو والعطف، والشفقة والرأفة، وإياك أن تُلجئهم بشدتك أن يبحثوا عن ذلك عند غيرك، ففي ذلك مهلكتهم وضياعهم.

ثانيًا: التعزيز والتشجيع.
أيها الأب الفاضل، كنْ خير معين لأبنائك وبناتك هذه الأيام، إذا رأيتهم حققوا إنجازًا ولو يسيرًا؛ فشجعهم، وأثنِ عليهم، وإذا رأيت إحباطًا عند أحدهم فارفع من معنوياته، ودُلَّه على ما يجتاز به محنته، وتذكر أنّ الكلمة الطيبة تبني وترفع، والإيحاءاتِ السلبية تثبط وتخذل وتؤثِّر.

ثالثًا: التربية والقرب.
أيها الأب الفاضل، لعل الامتحانات من الفرص النادرة لتكشف لأبنائك عن أبوِّتك الحانية، التي ربما أشغلتك عنها الأعمال والمواعيد والأصحاب.
اجلس معهم، حاورهم، احمل عنهم بعض ما هم فيه، اَسْمِعهُم دعاءك الصادق لهم وهم يذاكرون، وهم ينطلقون إلى مدارسهم وكلياتهم، وهم عائدون من امتحاناتهم، مدّ جسور الأبوَّة إليهم، وانشر الرحمة فيهم ، حتى يشعر الأبناء والبنات بقربك منهم، إنها فرصتك فلا تفوتها.

اللهم وفِّق أبناءنا لكل خير ، وأبعد عنهم كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

_______________________________________

الخطبة الثانية:
أما بعد:
فبقِيَت الرسالة التي نوجهها إليكم أيها المعلمون الفضلاء، أيها المربون الأعزاء.
إننا نريد أنْ نذكركم ببعض ما تعلَمون، أيها المعلم الفاضل، لا تنس في زحمة الاختبارات ومعمعتِها رسالتك التربوية، لعلك تدرك جيدًا أن التربية بالمواقف أعظم نفعًا، وأبقى أثرًا، ألاَ ترى-أيها المعلم الفاضل-أنه يوجد من الطلاب مَن يحتاج إلى كلمة طيبة في لحظة عصيبة، إنه لن ينسى تلك الكلمة، ولا كانت ممن، ولن يذهب أثرها سدى؟
يقول أحد أساتذة الجامعات: لا أنسى أستاذًا كريمًا كان يقابلنا في قاعة الاختبارات بابتسامةٍ تبعث على الأمل، ويربت على أكتافنا، ويدعو لنا بالخير والفلاح، والتوفيق والنجاح، إنه كان يشيع فينا الاطمئنان، ويبدد بذلك خوف وقلق ورهبةَ الاختبارات.
ألاَ تجد أيها المعلم مجالاً مثل هذا، تقدِّم فيه سلوكًا عمليًا يحمده لك طلابك؟
أرأيت لو أن طالباً نسيَ قلمه أو بعض أدواته فارتبك، فأخذت قلمك الخاص وأعطيته إياه، أليس هذا موقفًا إنسانيًا تربويًا؟
أرأيت لو أن طالبًا تأخر في دخول الاختبار، وأصابه القلق والتوتر، فوقفت معه، وهوّنت عليه الأمر حتى هدأ واستأنف اختباره؟ أليس هذا موقفًا إنسانيًا تربويًا؟
ما أكثر الفرص التي تفرضها المواقف، يمكننا استثمارها لو أردنا، فهل فعلنا ذلك؟
إنها تذكرة، ومثلك خير مَن يقدِّر مثل هذا التعامل الإنساني، ويقدر أثره ونتيجته.

اللهم أعِن أولادنا في اختباراتهم، وأعطهم ما يؤملِّون من المراتب العالية، والمقامات السامية.
اللهم احفظهم من كيدِ الأشرار، وفعلِ الفجار؛ برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك الله، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب : 56].

د. عويض بن حمود العطوي
جامعة تبوك
Dr.ahha@gmail.com
_______________
(*) ألقيت بجامع البازعي بتبوك، في الجمعة الموافق 11/2/1430هـ.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 577



خدمات المحتوى


تقييم
2.01/10 (13 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1445 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس