تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
المقالات
خطب المناسبات
العيد وفسحة السرور
العيد وفسحة السرور
01-05-1433 06:43 PM



العيد وفسحة السرور(1)


الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمرنا بتعظيم الشعائر، وإشاعة ذكره على كل المنابر، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه، ذوي الألباب البصائر.
أما بعد :
فهذا يوم الحج الأكبر ، هذا يوم النحر، هذا أعظم الأيام عند الله، هذا هو عيد الأضحى، فيه يُظهر المؤمنون الإجلال لله والتعظيم، و يلهجون فيه بالتسبيح له سبحانه والتكبير.
فالله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المؤمنين إننا إذا عددنا أيام السرور والفرح، فإن العيد هو أعلاها وأغلاها , لأنه المناسبة العامة السالمة من الفرح الفردي , والسعادة الخاصة, فيه يعم السرور مشارق الأرض ومغاربها، وصغير المسلمين وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، بعيدهم وقريبهم، لهذا لايحسن بالمؤمن أن ينغص هناء هذا اليوم بانتصار نفسي , أو انتقام أناني , بل عليه أن يتجاوز حظ النفس , إلى سمو الخلق , وعلو الفضل , عليه أن يرتقيَ قمة الصرح , عليه بالعفو والصفح.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله، هناك في منى تلتقي جموع الأمة بمشاعر الحب والخير، ونحن في هذه الصلاة تجتمع أجسادنا ، وتتلاصق أبداننا، ، فلم لا نترجم ذلك واقعاً عملياً في علاقاتنا، في دواخل نفوسنا، خصوصاً في هذا اليوم المجيد؟.
إنه درس في الالتقاء والتلاحم، في المحبة والتراحم، يصور لنا أعظم تجمع لهذه الأمة ، وأقوى صلة بين المسلمين ، حيث تجاوز فيه حجاج بيت الله الحرام كل عوائق التواصل ، وتساموا على كل حظوظ النفس، واستطاعوا بالإصرار والعزيمة بلوغ الهدف، وتحقيق وحدة الصف ، وأثبتوا قدرة الأمة على الاجتماع مهما كثرت الصوارف، وتعددت أسباب التفرق، لقد حققوا الوحدة بكل صورها ، ولا عجب فقد هيأ المولى سبحانه أسباب الوحدة واللقيا: فاللباس واحد ، والنداء واحد ، والمقصود واحد، والمكان واحد.

عباد الله، متى نستفيد من درس الحج هذا في علاقاتنا ، لنزيل كل الفوارق، ونتجاوز كل العوائق ، وخصوصا في مثل هذا اليوم؟ متى نكون لبنة في بناء، ويدا في عطاء، متى نكون أداة جمع وتقريب، لا معول هدم وتخريب، لهذا نقول الذين سعوا لجمع الكلمة في أهلهم وذويهم ، وأنفقوا من أموالهم وأخلاقهم لرأب الصدع ، وردم الهوة ،نقول لهم: شكر الله سعيكم وأعلا قدركم ؛ لأنكم بهذا تلتقون مع الفطرة، وتحققون مقاصد الشريعة.
جميل أن مانراه- أيها الكرام- من التقاء الأسر والجماعات في أيام العيد المباركات ، في محبة ولقاء ، وسعادة وهناء ، إن الذين فعلوا ذلك قوم تجاوزوا أنانية النفس ؛ ليحققوا مصلحة الجماعة ، بذلوا الجهود ، وقدموا الكثير ليرسموا البسمة ، ويظهروا البشر، لقد أبدعوا حتى أضاءوا الطريق، ونشروا الألفة فتشكلت من تلك الوجوه المستبشرة في هذا اليوم أعظم لوحة للأنس والسعادة .
فما أحسن صنيعهم ، وما أعظم أجرهم ، عن بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه نورا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.(2)

يا كرام، لن تخلوَ هذه الدنيا مما يكدر صفوها، ويعكر سرورها، ولكن بقدر وحجم ذلك الكدر لابد أن يكون جهد الأخيار أمثالِكم، لإعادة النهر إلى مجراه، والخير إلى مسعاه.
معاشر الكرام، أليس منا من قُطع رحمه، وتباعد عن أهله، وزادت بينه وبين أصحابه الهوة؟ سيقول كثير منا: بلى، لقد علمنا أُسَراً تقاطعت دهرا، عشرا من السنين، أو عشرين أو حتى ستين، إنها حقائق موجودة وإن كانت قليلة إلا أنها مؤذية.
عباد الله ، لم لا نقرر من ساعتنا هذه تجاوز كل تلك العوائق، لتحقيق الالتقاء الحقيقي بالأجساد ، والفؤاد ، بالنفس والروح ، وكيف لا يكون ذلك وقد التقينا على الصعيد الأصغر في صلاتنا هذه ، والتقينا على الصعيد الأكبر في مكة ومنى وعرفات ، وتلاقينا نفسياً وزمانياً يوم صامت الأمة كلها يوم عرفه .
معاشر الكرام، إن هذا التوافق الشعوري ، الجسدي ، المكاني ، الزماني، يجب ألايضيع سدى ، وألا يذهب هباءً، ويجب ألا نزيد بعنادنا الخرق اتساعا، والهوة بعدا، ونحن نتساءل بعد هذا كله ، لماذا تعلو الجهامة بعض الوجوه حتى في لحظات الفرح ، لماذا يصر بعضنا على نشر النكد والسوء ، حتى في لحظات الأنس ، هل نصب نفسه عدواً للسعادة ، يحارب أسبابها ، ويهدم منارها ، ويطمس معالمها ، ويزيل آثارها .

لماذا لا ينظر كل واحد منا إلى الذي ينبغي عليه القيام به ، في سبيل نشر البسمة والفرح ، وتقليل مساحات الألم والترح ، سبحان الله ما أعجب شأن الخلق ، فمنهم من لاتراه إلا أنست، ولا تلقاه إلا فرحت ، ولا تجالسه إلا سعدت ، ابتسامته ظاهرة ، بشره يملأ وجهه ، لطف كلامه يسابق جميل فعاله .
ومن الناس من لا تراه إلا انقبضت ، ولا تلقاه إلا كرهت ، ولا تجالسه إلا حزنت ، عبوسه يملأ مساحة وجهه ، لا تمر على شفتيه ابتسامة فضلاً عن أن تستقر عليها ، عجيب والله أمره ، أما علم أن الابتسامة صدقة ، وأن الكلمة الطيبة صدقة، وأن اللين والألفة من سمات المسلم، وعلاماته التي بها يعرف ، وبها يتصف، وهي في يوم العيد أظهر وأبين ، وأكمل وأحسن، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حُرِّم على النار كل هين لين، سهل قريب من الناس"(3).
إننا لو قمنا بذلك- أيها الكرام- لساعدنا كثيراً في تخفيف حدة القطيعة، ولقللنا من أرقام التشتت والبعد، التي عصفت بمجتمعنا وخلخلت كيانه، فلطالما تألمنا لقصة فراق بين زوجين وطلاق ، وتأذينا من مأساة ابنٍ جاحد وعاق، وتعجبنا من تنافر بين أصحاب وأحباب .
معاشر المؤمنين ، إن هذه الأرقام المخيفة في الطلاق والخلاف، والهجران والقطيعة، والجحود والعقوق، لترسم بعض معالم الأسرة عندنا،وينبغي أن تدفعنا دفعاً أن أكون أكثر إيجابية ، أكثر ليونة ، أكثر محبة ، ويوم العيد هو إجازة للنفس والفؤاد ، والمجتمع والأسرة من كل منغصٍ ومكدر، فعلنا ذلك؟ هل أدركنا معاني العيد وفقهنا أسراره؟.

العيد – ياكرام- زمن يسير مليء السعادة والأنس، مسترق من زحمة الزمن وضيق الوقت، يحتاج منا أن نسرق له أنفسنا من مشاغلها وشواغلها، لنكافئها ببعض الراحة والسرور ، ولنعطي من خلاله بعض الحقوق لأهلها، حقوق اللطف واللين : للوالدين ، للزوجة ، للأبناء ، لنجعلهم في هذا اليوم أكثر هناء ، ولو لساعات ؛ لنشعرهم بقربنا ولو لأيام ، لنتفرغ لهم ولو لبعض الوقت ، العيد فرصتنا للتواصل فلا تفوت ذلك أيها المؤمن ، وكن أنت الخيّر المبادر، حتى ولو قطعك قريبك، أو قلاك حبيبك، عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"(4).
ياعبدالله إن شؤم القطيعة والتخاصم قد يحجب الخير عنك، وقد يحول بينك وبين صعود عملك، وبينك وبين غفران ذنوبك، فهل تفكرت في حالك إن كان صيامك لعرفة محجوبًا غير مرفوع، بسبب خصومة أو قطيعة، وأن فضل ذلك اليوم لم يتحقق لك حتى هذه اللحظة .
هل استمعت لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا".(5) ، يقول ابن عبدالبر : "وفيه أن المهاجرة والعداوة والشحناء والبغضاء من الذنوب العظام، والسيئات الجسام"(6).

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد.
هذا النداء الذي نرفع به الأصوات ، وهذا التكبير الذي تردده الحناجر في هذا اليوم ، وأيام التشريق القادمة ، ألا نتأمل فيه ، لندرك بعض سره ، أليس هذا الكلام من أطيب القول وأحسنه ، أليس فيه إقرار بالشكر ، وعرفان بالفضل لصاحب الفضل سبحانه ، يقول ابن حجر : "وأما التكبير فهو ذكر مأثور عند كل أمر مهول، وعند كل حادث سَرُور" ، أليس هذا الاعتراف، وهذا القول الطيب من كمال الأخلاق، أليس فيه تعويد لهذا اللسان ألا يقول اليوم إلا طيب الكلام ، وحسن القول ، أوَلسنا أحوج ما نكون في هذا اليوم إلى كلمة طيبة ، ولغة لطيفة ، وقول حسن ،حتى نتجاوز به عوائق القطيعة ، ونردم به هوة البعد، إن للكلمة الطيبة سحراً عجيباً يأسر النفوس، يؤثر في القلوب، فتأنس بعد انقباض ، وتعود بعد نفور ، وتقرب بَعْد بُعْد .

معاشر المؤمنين، في هذا العيد امتداد تاريخي بعيد ، يمثل عمق الارتباط وقوة الاتصال ، فالمسلمون اليوم يتذكرون تضحية إبراهيم، وتسليم إسماعيل عليهما السلام ، يتذكرون البذل والعطاء ، والإحسان والبناء ، يتذكرون نصاعة المعتقد ، ووضوح المقصد ، إن هذا الامتداد الزمني الكبير ، ليوحي لنا أننا بالإمكان أن نلتقي ونتقارب ، حتى لو بعد الزمان ، وشط المكان ، إذا تقاربت النفوس ، وسلمت القلوب ، وصحت النوايا، فكيف لا يكون ذلك ونحن على دين واحد ، وفي مكان واحد ، ومن بيئة واحدة ، وربما في بيت واحد .
ما هذه القطيعة التي نسمع عنها؟ ، ما هذا الجفاف الذي نشعر به؟ ، هل أقفرت المشاعر من معاني الحب والخير؟ ، وهل أجدبت الألسنة من حلو الكلمات وطيِّبها؟، وهل نضبت القلوب من مياه التواصل والصلة؟ .

هيا أيها الكرام لنلتقي في هذا اليوم ؛ لنتصافى ، لنتصافح ، هيا لنخلع كل صور الضغينة والغل والكراهية والحقد ، مع خلعنا لملابسنا القديمة ، وهيا لنرتديَ مع ثيابنا الجديدة معاني الخير والصفاء ، هيا لننصرف من مكاننا هذا، وقد عطفنا قلوبنا على بعضها، وأسعدنا نفوسنا بانتزاع غلها ، وسل سخيمتها ، لنقومَ وقد عقدنا العزم على المسامحة والصفح .
أيها الكريم، إذا مُدت إليك اليوم يد مصافِحة، فبادرها بالبشر والمسامحة، وإذا مشت نحوك قدم لتجديد علاقة، فمد نحوها جسورا من الحب والصداقة.
اليوم نزور من قطعناه ، ونتواصل مع من هجرناه ، اليوم عيد ، فلنجعله عيداً ، واليوم عَود فلنجعله عوداً .
العيد هلَّ فأزهـرت لغتـي=واخضرَّ في شفتي إنشادي
الروض زاهٍ والنسيم شذا=من وشوشات الفل للكادي
طافت كؤوس الحب مترعة=بالبوح تروي غلة الصادي
العيد هلَّ .. وفـي تـهلله=طيف الأحبة رائحٌ غـادي

لَمَّ الله شملكم، وألّف بين قلوبكم.
عباد الله أقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارًا.
________________________________________________________

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي شملنا بعفوه، وأغنانا بفضله، والصلاة والسلام على خير رسله ، وصفوته من خلقه، نبينا محمد وآله وصحبه أما بعد:
فهذا يوم عظيم، يُعظّم الله فيه، بالتلبية والذكر، وإراقة الدم والنحر، فليكن في نفوسنا عظيما مهيبا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ويوم القر"(7)، ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر، فعظموا هذا اليوم -أيها الكرام- بإشاعة التكبير للعلي الكبير.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد.
طيبوا فيه بالكلام، وأحسنوا فيه للأنام، عظمو فيه ربكم في ضحاياكم، اختاروا أنفسها وأغلاها وأكملها، فذلك من تعظيم شعائر الله، قال سبحانه في شأن شعيرة الذبح لله في الأيام: ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37))) [سورة الحج].

فتأمل -رعاك الله- كيف اجتمع تعظيم الله في هذا اليوم بالتكبير والذكر، وإراقة الدم والنحر (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)، فانظر أين أنت من هذا، وانظر عظم قدر أمر الله في نفسك، ومكانة شرعه من اهتمامك.
ولا تنس -أيها المؤمن- أن العيد أنس بالطاعة، وفرح بالعبادة، فليكن هذا هو مقياس فرحك، ومعيار أنسك.
وأنت أختي الكريمة، لك أثر كبير في لم الشمل، وتحسين العلاقة، فكوني على قدر المسؤولية في ذلك، بادري بطيب الكلام، وأنفقي مما أعطاك الله في وجوه الخير والإحسان، وإياك وقطع الأرحام، ونقل سيء الكلام.
معاشر الكرام، إنه العيد، صور من تعظيم الخالق، ولحظات من سرور الخلق، فليكن عيدنا بين التعظيم والسرور.
زادكم الله هناء وسرورًا، وغبطة وحبورًا.
اللهم تقبّل منا أعمالنا، واحفظ علينا أمننا وأماننا برحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

_________________________

(1) خطبة عيد الأضحى لعام 1428هـ، تبوك جامع الدعوة، د. عويض العطوي.
(2) المعجم الكبير 12/ 453.
(3) مسند أحمد بن حنبل 1/415 (3938).
(4) مسند أحمد بن حنبل ج5/ص422، (23631).
(5) ح (2565) 4/1987.
(6) التمهيد 21/262.
(7) صحيح ابن حبان 7/51 (2811).

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 809



خدمات المحتوى


تقييم
1.00/10 (3 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1445 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس