تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
التقييد والإطلاق
01-25-1433 09:17 PM

image



لك في كلامك أن تجعله مطلقاً ولك أن تقيده بصفة أوحال أو حرف ولكل تقييد هدفه، وسيكون اهتمامنا هنا بالتقييد لما فيه من اللطائف.
التقييد في أسلوب النهي:
وبالتأمل نجد أن التقييد قد يكون في النفي أو النهي وقد يكون في أسلوب الإثبات، وهذه بعض الشواهد السريعة، نذكرها على سبيل المثال، فالله عز وجل يقول: ((ياأيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى))، فالقيد هنا الجملة الحالية: (وأنتم سكارى)، والنهي هنا متوجه -بلا شك- إلى القيد لا إلى الفعل، فليس المقصود النهي عن الصلاة، لأنه لايُنهى عن الصلاة فهي عماد الدين، وإنما اختير هذا الفعل(لاتقربوا) دون (لاتصلوا) ونحوه للإشارة إلى أن تلك حالة منافية للصلاة، وقد تسبب لصاحبها الابتعاد عن أفضل عمل في الإسلام، ومن هنا كانت مؤذنة بتغيير شأن الخمر والتنفير منها، لأن المخاطبين يومئذ هم أكمل الناس إيمانا وأعلقهم بالصلاة، فلا يرمقون شيئا يمنعهم من الصلاة إلا بعين الاحتقار، ولهذا كان للقيد هنا أثره العظيم في نفرتهم من تلك البلية، كما أن طريقة تعليق قربان الصلاة التي هي قرة عيون المؤمنين بحالة ترك الخمر، من أنجع الطرق في إزالة عوالق محبة المعصية، لأن محبة الصلاة عنهم أعظم.
وفي قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون [ 130 ]))، نجد أن القيد في النهي هنا هو: ( أضعافاً مضاعفة )، فهل يعني هذا جواز أكل الربا إذا لم يكن أضعافاً مضاعفة ؟
الجواب: لا ، وإنما ذُكر القيد هنا لأن هذا هو غالب شأن الربا، وهذه صورته الأشنع، والقيد إذا جرى على الغالب ليس له مفهوم مخالفة، فلا يُستدل به لجواز ماكان على شاكلة الصورة المذكورة من الربا، وإنما ذكرت هذه الصفة خصوصاً للتنفير والتشنيع لأنها من أعلاها وأشنعها، وسبب ذلك أن مقصود الآية تنفير المؤمنين من الربا، فعلق النهي بأبشع صور ذلك الربا ليكون أكثر شناعة في نفوس المؤمنين.
وتأمل مثل هذا في قوله تعالى : (( ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً )) فقوله تعالى: ( إن أردن تحصناً ) قيد ، فهل له مفهوم ؟ أي هل يفهم من هذا جواز البغاء ومدحه إذا رضين بذلك ؟ الجواب : لا ، بل المقصود بهذا القيد تشنيع هذا العمل وقبحه، وبيان أن إكراه المرأة من قبل وليها على الزنا أمر مستهجن قبيح حتى لو رضيت، فكيف يكون قبحه إن كانت مكرهة مريدة للعفاف، فهنا عُلِّق النهي بأشنع حالاته، وهو القيد المذكور، تفظيعا لتلك الحال وذما لها، لأن ذلك أردع للنفوس وأقوى تأثيرا في العقول.

التقييد بأدوات الشرط:
الفروق بين (إن وإذا) الشرطيتين
ومما يحسن ذكره هنا أدوات الشرط الذي أحد القيود المهمة، لما في تلك الأدوات من اللطائف، ومن أهم أدوات الشرط :إنْ و إذا، فـ(إنْ) مثلاً تذكر مع الكلام المشكوك فيه، ويشعر التقييد بها بعدم جزم المتكلم بما يقول، وما (إذا) فإنها تذكر مع الكلام المجزوم به، وعلى هذا فنخن نخطئ عندما نقول مادحين لعمل من الأعمال : إن كان في هذا العمل من إجادة فهي من فلان، إننا بهذا نذم هذا العمل ذما شديداً، لأننا استعملنا (إنْ)، فكأننا نقول: هو عمل ليس فيه شيء من الإجادة ، لكن إن وجد فيه شيء مما يمدح فهو من فلان.
وحتى يتضح الأمر سأورد بعض الشواهد، ومن ذلك قوله تعالى: ( وإن كان كبر عليك إعراضهم... ) الآية، فجيء في هذا الشرط بحرف ( إنْ ) الذي يكثر وروده في الشرط الذي لا يظن حصوله، للإشارة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس بمظنة ذلك ولكنه على سبيل الفرض.
وقوله تعالى: { فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه)، يقول ابن عاشور مبينا لطائف هذه الآية:" والمجيء : الحصول والإصابة . وإنما عبر في جانب الحسنة بالمجيء لأن حصولها مرغوب فهي بحيث تترقب كما يترقب الجاثي وعبر في جانب السيئة بالإصابة لأنها تحصل فجأة عن غير رغبة ولا ترقب
وجيء في جانب الحسنة بإذا الشرطية لأن الغالب في ( إذا ) الدلالة على اليقين بوقوع الشرط أو ما يقرب من اليقين كقولك : إذا طلعت الشمس فعلت كذا ولذلك غلب أن يكون فعل الشرط مع ( إذا ) فعلا ماضيا لكون الماضي أقرب إلى اليقين في الحصول من المستقبل كما في الآية فالحسنات أي : النعم كثيرة الحصول تنتابهم متوالية من صحة وخصب ورخاء ورفاهية . وجيء في جانب السيئة بحرف ( إن ) لأن الغالب أن تدل ( إن ) على التردد في وقوع الشرط أو على الشك ولكون الشيء النادر الحصول غير مجزوم بوقوعه ومشكوكا فيه جيء في شرط إصابة السيئة بحرف ( إن ) لندرة وقوع السيئات أي : المكروهات عليهم بالنسبة إلى الحسنات أي : النعم وفي ذلك تعريض بأن نعم الله كانت متكاثرة لديهم وأنهم كانوا معرضين عن الشكر وتعريض بأن إصابتهم بالسيئات نادرة وهم يعدون السيئات من جراء موسى ومن آمن معه فهم في كلتا الحالتين بين كافرين بالنعمة وظالمين لموسى ومن معه ولهذين الاعتبارين عرفت الحسنة تعريف الجنس المعروف في علم المعاني بالعهد الذهني أي : جاءتهم الحسنات لأن هذا الجنس محبوب مألوف كثير الحصول لديهم ونكرت ( سيئة ) لندرة وقوعها عليهم ولأنها شيء غير مألوف حلوله بهم أي : وإن تصبهم آية سيئة ... واعلم أن التفرقة بين تعريف الجنس والتنكير من لطائف الاستعمال البلاغي كما أشرنا إليه في قوله تعالى ( الحمد لله ) في سورة الفاتحة، وأما من جهة مفاد اللفظ فالمعرف بلام الجنس والنكرة سواء فلا تظن أن اللام للعهد لحسنة معهودة ووقوع المعرف بلام الجنس والمنكر في سياق الشرط في هذه الآية يعم كل حسنة وكل سيئة".

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 618



خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1445 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس