تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
الإنشاء (التمني والنداء)
01-25-1433 08:05 PM


image


ثالثا: التمنــي
وهو طلب المستحيل أو البعيد عادة أو عرفاً، والفرق بينه وبين الترجي أن الترجي لطلب القريب أو البعيد المأمول حصوله ؛ فقول القائل: ( ليت لى داراً )، يفهم منها أنه لايستطيع بحال أن يملك داراً ، فيكون ذلك من التمني ، لكن إذا كان يملك بعض المال ويستطيع بعد زمن أن يملك الدار فالأحسن أن يقول : ( لعلي أشتري داراً ) ، أما المستحيل فهو يُتمنى ولا يُترجى إلا لسر كما سيأتي.
أدوات التمني : للتمنى أدوات هي: ليت وهي أم الباب، ولعل، ولو.
(1) ( ليت )، كقوله تعالى: (( ياليت لنا مثل ما أوتي قارون )) .
وقول الشاعر :
ليت وهل ينفع شيء ليت *** ليت شبـاباً بوع فاشتريت

وقول الآخر :
ألا ليت الشباب يعود يوماً *** فأخبـره بما فعل المشـيب
ويظهر من كل هذا أن المتمنَّى بـ(ليت) واقع بحيز المستحيل ، لكن الإنسان يسلك هذا السبيل كنوع من التنفيس عن نفسه.
(2) ( لعل ) ، تكون للتمني لا الترجي إذا كان مدخولها مستحيلا أو بعيدا جداً في العادة ، ويقصد بالتمني بها التفاؤل بقرب حصول المطلوب، فالذي ليس عنده مال ويستحيل لمثله أن يملك داراً فيقول: ( لعلي أملك دارً ) ، فهو هنا يقرب لنفسه حصول المأمول ، وقد يظهر ذلك بصورة أوضح في قوله تعالى: (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )) ، فمن المعلوم أن من يقول هذا لايمكن أن يعود مرة أخرى ، وهو ذاته كان ينكر البعث والإعادة ، لكنه عندما عاين الحقائق ، أخرج التمني في صورة المأمول بـ ( لعل ) رجاء أن يحصل على مطلبه.
3- لو ، وهي في الأصل حرف امتناع لامتناع ، وتدل أيضاً على أن مابعدها أقصى غاية الطلب ، لذا تمنى بها الكفار العودة إلى الدنيا ، فقالوا: (( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين )) فالتمني بـ(لو) يشعر باليأس الكامل من تحقيق المطلوب، كما يدل عليه معناها الأصلي(امتناع لامتناع)، فأهل النار عندما يعاينون مصيرهم ويدركون حجم الخطأ بتفريطهم بالعمل في الحياة الدنيا، يقولون: ( فلو أن لنا كرة) يقول الشوكاني": هذا منهم على طريق التمني الدال على كمال التحسر كأنهم قالوا : فليت لنا كرة : أي رجعة إلى الدنيا وجواب التمني فنكون من المؤمنين : أي نصير من جملتهم"، لكنهم موقنون بعدم العودة لأن الله قال لهم : (( اخسئوا فيها ولاتكلمون )) وقال : ((خالدين فيها أبداً )) وقال سبحانه: (( لابثين فيها أحقاباً )) فتمنوا تمني اليأس فقالوا: (لـو).
(4) هل ، وهي في الأصل للاستفهام ويخرج التمني بها للتفاؤل بحصول المتمنى حتى كأنه سؤال يُسأل ، كما تشعر أيضا بالاستعطاف، وطلب الإجابة، قال الله تعالى عن الكفار: (( فهل إلى خروج من سبيل )) ولعلنا نتساءل هنا لماذا تمنى الكفار مرة بـ(لو) ومرة بـ(هل) ؟
تمنوا بـ(هل) في المرة الأولى طمعاً في الإجابة، فأنت تقول لمن تأمل إجابته: هل تسامحني؟ لرجائك الكبير فيه ، لكنهم لما أجيبوا برفض الطلب بمثل: (اخسئوا فيها ولاتكلمون) ، و(خالدين فيها أبد)، تلاشى أملهم وتملكهم اليأس تمنوا تمني اليائس فقالوا: (لو أن لناكرة ).

رابعا: النــــداء
تعريفه ، هو: طلب إقبال المدعو بإحدى أدوات النداء .
مثاله :يا محمد أقبل .
أدواته :ينقسم النداء إلى قسمين نداء القريب ، ونداء البعيد.
* أدوات نداء القريب :-
أ - الهمزة ب - أي
مثاله : قول ابن الوردي يوصي ولده .
أي بنيَّ اسمعْ وصايا جَمَعَتْ ... حكَماً خصت بها خير المللْ
أدوات نداء البعيد كثيرة منها:
أ – يـا . ب – هيـا . ج - أيا
** والأصل أن ينادى القريب بأداة القريب والبعيد بأداة البعيد ، ولكن قد يتغير هذا الأصل، ويخرج الكلام عن مقتضى الظاهر، وهنا لابد من السؤال عن السر، ويكون ذلك على صورتين :
الأولى : نداء القريب بأداة البعيد.
مثل قول أبي نواس :
يارب قد عظمت ذنوبي كثرة *** ولقد علمت بأن عفوك أعظمُ
فالشاعر هنا يناجي ربه، والله جل جلاله قريب من عباده بدليل قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان).
وعن أبي موسى الأشعري قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال فدنا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته".
وهنا نتساءل لماذا ينادَى القريب بأداة البعيد؟ جوابا على ذلك نقول: إن السر في نداء القريب بأداة البعيد هو التدليل على علو شأنه ومكانته، فالشاعر هنا يدلل بأسلوبه هذا على اعترافه بعلو شأن الخالق سبحانه وعظيم قدره، ومما
وقد ينادى القريب مناداة البعيد لإرادة التنبيه إما بسبب أهمية الموضوع، أو لشرود ذهنه وإن كان حاضر الجسم، فتقول لمن هو قريب منك : يا خالد، تنـزيلاً له منـزلة البعيد، لأنه شارد الذهن.
الصورة الثانية : مناداة البعيد بأداة القريب .
وذلك كقول الشاعر في ولده الذي مات:
أمحمد ما شيء تُوُهِّم سلوةً *** لقلبي إلا زاد قلبي من الوجدِ
فمعلوم أن الميت بعيدٌ جداً فلا لقاء في هذه الدنيا ، وبهذا يكون السر في هذه الصورة هو الدلالة على قرب المنادى من القلب وحضوره في الذهن وإن كان بعيدا قد غيب الثرى جسده.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1098



خدمات المحتوى


تقييم
1.00/10 (1 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1445 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس